الحادية عشر

عاهدونى أن لا تأخروا صلاتكم لأجل قراءة الحلقه عاهدونى أن لا تلهيكم عن ذكر الله عاهدوني إن وجدوتم منى ما ينفر أو يحرك مشاعرك نحو شئ فج أن تخبرونى عادهدونى أن كما اجتمعنا بالدنيا نجتمع كلنا فى الجنه إن شاء الله ❤️ "الحادية عشر" رعاية الله أولاً كان" يونس "ثم رعاية الأطباء داخل غرفة العمليات بجروح لا تحصى وارتجاج بالمخ وكسور شتى فى الأضلع والقدم، إصابة بالغة بالكلى، وجروح متفرقة وحتى اللحظة لا احد إن كان سينجو منها أو لا لكن ما كان بيد الفريق الطبي الذي تولى حالته سوى أداء مهمته . "بالخارج " حضرت كل أسرته والتي إنهارت بالبكاء تاركا من بعده أم مكلومة تنادى باقصى ما لديها بـ: -إبني إبني يا قلبي عليك يا يونس طول عمري خايفه عليك من الطيارات تيجي من عربيتك يا قلبي عليك لطفك يارب . امسك بها" فريد" محاولا تهدئتها رغم حزنه وانهياره هو الآخر على أخيه : -يا أمي براحه على نفسك ان شاء الله هيقوم بالسلامة . تدخل" عمار" شاكيا بنواح: -سلامة إيه انت ما شوفتش عربيته عاملة إزاى ؟علبة الكانز المطبقه صاح وهو ينظر للسماء: -الطف بينا يارب . فى الجانب الآخر كانت "ملك" فى صدمة مما يحدث كل ما تفعله هو البكاء لكن كل دموع العالم لن تسعفها إن فقدت آخر إنسان تثق به . من جانب" ليلى" كانت تحاول مواساة "فاطمة "وزجها المنهار. "حنان"كانت تقف بعيدا عنهم وتبكي هى الآخري لقد وصلها " يونس" لآخر نقطة شر بها للمحافظة على منزلها الذي حاولت سابقا بنائه ما كانت تتمنى له هذا المصير ولا تختار له نهاية كهذه" يونس" عمود رئيسي فى هذه العائلة . هو المخطط والمنفذ وكل شيء لكن هذا لم يكن يشفع له إن قرر هو تدمير حياتها . وبعد ساعات عديدة خلف الباب الموصد بغرفة العمليات؛ خرج الطبيب فالتف حوله الجميع ليطمئن قلبهم المكلوم، ولكن الصادم أن وجه الطبيب لم يكن مطمئن لأيا منهما تحدث بأسف شديد: - انا مش هخبي عليكم الحالة حرجه جدا، ومحتاجة معجزة عشان يعيش احنا عملنا اللى علينا والباقي على ربنا هنحطه فى الرعاية وان شاء الله هندخلكم تشفوه يا عالم بالحال. تركهم يتجرعون مرارة الصدمة، ويصرخون بملئ حناجرهم، سيترك لهم "يونس"عالمهم ويتركهم دون وتد ولا سند يتكأون عليه بكل قواهم . "جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا 👑" "اليوم الثاني " الألم لازال مستمر لكن الصراخ هدأ قليلا رغم اجتماع العائلة فى طرقة العناية يتبادلون الأدوار فى زيارته التى كانت كل خمس ساعات، واخيرا أتى دور "ملك" بالدخول إليه رأته فى أسوء حالة ممكنه قد يصل إليها؛ إنسان لقد كان مكفنا بالشاش لا يظهر من جسده شيء، حتى وجهه الجميل مختفي بكسوة على نصفه وشعرة الأسود اللامع يختفي أسفل ضمامة الشاش مغمض العينين ساكن مستسلم لكل الأجهزة التى باتت تدير جسدة نيابة عنه هو الذي كان سيد القرار والمتحكم الأول بكل شيء، يرقد بلا حراك، شعرت بأن جدار متين كانت تستند عليه إنقض وخلف فوقها كومة من الأنقاض يصعب النهوض من أسفلها . اقتربت منه وأمسكت بيده وأطراف أصابعه موصلة بالجهاز لتتابع نبضه هتفت ببكاء ودموع: -يونس ما تسبنيش أنا محتاجالك؛ انت قولتلي ما تقليش طول ما انا موجود خليكى مطمنه تقلقي فى حالة واحدة بس إذا انا مـــوت. انا مش هعرف أطمن عمري لو أنت ما نفذتش كلامك بالله عليك ما تسيبني انا محتاجالك أوى فى كلام كتير مش هعرف هقوله لغيرك . لم يحرك حديثها أي ساكنا به ولا شيء فى السابق، كان ندائها له يجعله يأتي من قارة لقارة لأجلها الآن وهو فى مقابلها لا يستجيب، ربما لا ندرك النعم إلا عندما تسحب منا "كان لا يروق له رؤية أي شيء بحياتها غير مرتب سيجن جنونه لو رأى ما بعثره بقلبها ." لعل هذا يجعله يعود من جديد يناديها، لكن ثباته هذا أكثر شيء ألمها . "بالخارج" اتفق كلا من "عمار "وفريد "بالعودة لمباشرة الأعمال حيث قال "عمار" ل"فريد" : -انت لازم ترجع الشركة عشان تخلص الشغل مش هينفع نقعد احنا الاتنين هنا أجاب "فريد" بتحير : -‏ والله انا مش عارف اتصرف ازاي فى حاجات كتير يونس كان ممشيها ما أعرفش عنها حاجه ؟! هتف اخيه "عمار" : -اعمل اللى تعرفه لحد ما نشوف اي الجديد ؟! زفرا بيأس وردد داعيا : -ربنا يقومك بالسلامه يا يونس امن "عمار"على دعائه: -يارب. "جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا 👑" "بالشركة " جلس "فريد" على مكتب" يونس" لمحاولة فهم اي شيء من تعقيداته وأوراقه التى يضعها على سطح المكتب لكن كان هناك العديد من الألغاز املاك اخيه بكل مكان وأمواله تدخل تقريبا بكل نشاط كل هذا يحتاج سنوات من التدريب لفهمه، اوراق وارباح ومدنين بعد وقت طويل فشل فى فهم أي شيء من تداخل الأوراق طرقت الباب جعلته يخرج من كل هذا مناديا : -ادخل. دلفت السكرتيرة ،وتقدمت تجاه لتقول : -فادي بيه الحداد برا وعايز حضرتك انتابه ريبه من حضوره لكنه كان أضعف من أن يرده لقدومه بلا موعد لذا قال بتعجب: -ودا عايز إيه ؟ دخليه . هتفت بقبول : -حاضر يا أفندم . دخل إليه "فادي"مبتسما فى ظروف لا يناسبها الابتسام قدم يده بالسلام وإلى جواره "سليم "مدير اعماله: -فريد بيه شد حيلكم رد فريد متعجبا: -الشدة على الله. جلس وهتف متأثرا : -زعلنا على اللى حصله اعذرني على الزيارة المفاجأة، بس احنا عندنا شغل لازم يخلص . تحدث" فريد "ولم يزل منه نبرة التعجب : - شغل اي مش تقريبا اتفاق يونس كان ستين بالميه والشغل ماشي على كدا ؟ رد فادى مبتسما : -دا كان قبل ما عربياتكم تبقى بالمينا ومحتاجه تصريح دخول ؟! لم يكن" فريد" ذو قوة ونفوذ ليردع سطوة "فادي" الذي يستغل الموقف لصالحه فسكت بانتظار جملة اتفاقاته التى ستجبره على التصرف بعشؤائيه لانه ابدا لن يجرؤ أن يتصرف كما يتصرف "يونس" اشار "فادي" إلى سليم بأن يقدم أوراقه ثم تحدث نيابة عن رئيسه : -دا عقد جديد مع شركة حضرتكم بالتعاقد معانا على ٣٥فى الميه نسبه مقابل تسهيلات من جانبنا ومناصفه فى برند أدوات التجميل . اردف "فادي" وهو يدخن سيجارة بعبث: - طبعا احنا هناخد نص أرباح المبيعات من غير ما نمد ادينا فى شيء. شعر" فريد "بانه مكبلا فقال بتوتر: -طيب نستنى شويه لما يونس يـ.... قاطعه "فادي" بحده: -انا قولتلك دا شغل . قدم له القلم معلنا عدم التنازل ، يعرف" فريد "إن حط إسمه فوق عقد به إجحاف بهذا الشكل سيغضب "يونس" وابدا لم يكن يرضيه لكن الوضع سيئ وهو لن يكون "يونس" لكي يتصرف على طريقته الجريئه التى تضرب بأقول أعتي الرجال بعرض الحائط، استسلم وخط اسمه بيأس تام من نجاة اخيه ليحل كل هذه العقد. "جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا 👑" مر ما يقارب من شهرين و"يونس" لا يزال بغيبوبه الأمور بالعمل تزداد سؤا و"فادي" يمدد يده بوقاحه نحو ممتلاكاته ويضع سيطرته على أجزاء من كل ما يحط بالمينا بإسم "يونس الذهبي" وكبدهم خسارات فادحه. بالمشفى الوقت هو العامل الاساسي فى تهوين كل المصائب فالميت ينسى والمصاب يشفي والجروح تلتئم لكن غيبوبة "يونس" الطويلة جعلت اليأس يدب فى أوصالهم وبدئوا ييأسوا من شفائه ويهيئون أنفسهم للصبر على رحيله حتى الزوار بدئوا يتخلون عن المبيت وبقيت الزيارة قليلة، لكن بقيت "ملك" الوفية التى تزوره يوميا هي الوحيدة التي لم تؤجل زيارة لأي شيء آخر، كانت تدعو الله كثيرا بأن ينجو حتى وإن كانت لا ترجو من عودته إلا الطمأئنيه برغم منع والدتها من تلك الزيارة التي تجعلها تعنفها كانت متشبثه برأيها ومصره على الجلوس بجواره حتى وإن كان لم يبدى أي ردة فعل لهذا أو يشعر بكل ما يدور حوله. جلست تمسك بيده وتحادثه ككل يوم : -انت مش ناوي تقوم بقى، حالنا بقى وحش من غيرك أوي يا يونس برغم اننا متعودين على سفرك لكن احساسنا انك ممكن ما تبقاش وسطينا صعب، ماما بتضايق لما بأجي هنا بس انا مستحيل اقعد هناك من غير ما أطمن عليك خايفه تسبني وتمشي من غير وداع خايفه تخون ثقتي فيك زي اللى حواليا انا كنت عايزه احكيلك إن اللى خاطفني قال إن اللى قالوا كدا حد قريب مني اوي ولمح انها ماما، دا كان عايز يقتلني معقول ماما تكون عايزه تموتني طيب ليه ... ؟! تشعر وكأنها دخلت غابة مظلمة وضاعت بها ودليلها امامها لا يستجيب،شعرت بالخواء والخوف من القادم الذي من الممكن لا يكون فيه يونس الضلع الثابت والكتف الذي لا يميل الظهر الذي كانت تحتمي به ولا تعرف أين تحتمي من دونه سكونه هذا يجعلها تزيد فى البكاء عدم تفاعله معها يجعلها تشعر بالخوف والضياع. ‏مالت على يده وبكت بكت شديد بعجز حتى أغرقت ظهر يده بالدموع، ثم هتفت بصوت منهك : ‏-قوم يا يونس انا مش عارفه أعيش من غيرك مش عارفه أواجهه كل اللي جوايا من غيره توجيهك . رفعت رأسها عن كفه وحاولت تكفيف دموعها التى تولد من جديد. لم يكن يشعر بها أو حتى يسمعها لكن قلبه كان مصغي تماما لندائها وإستغاثته،قلبة المعلق بها كان يشعر ببكائها لكن كل جسدة لا يسعفه للنهوض نهما نادت لكن توسلها وانهيارها عزيز عليه لذا هو أول من قاوم ودفعه لفتح عيناه،فتح عيناه للحياة مجيبا دعوي ملكته، تحركت أطرافه بين يدها فإنتبهت له؛ لم تصدق عينها المغطاه بالدموع والتفت لوجه الذي كان ساكنا حدقت بعينه التي تفتح ببطء شديد، كان اول مرة يرى بها النور بعد شهرين منذ أن أغلقت. عقله بدأ لا يستوعب من تلك التي تنظر له كأنه فرصتها الوحيده ولمعت الدموع التي تكسوها، والتي صاحت بفرحه فورا تنادي : -يونس فـاق . اخيرا عاد للحياه عاد من حاميها وأسيرها عاد المخلص والعاشق والذي لا يتوانه عن حمايتها وإن كانت روحه هي الثمن. حاول تجميع شتات ذكراياته، صوت اصتدام عنيف سر أراد أن يفشيه وجد أنه تم الغدر به زاغ بصره أين الجميع أين عائلته لما لا يكون سواهم فى الغرفه، سأل بعينيه. فوحدها تميل اليه بابتسامة تخالطها الدموع وتربت على يده بين يدها وتهتف مطمئنه إياه: -انا هطلع أقول لتيته وماما وعمو عمار وبابا كلهم هتلاقيهم هنا فى ثواني بس انت إوعي تغمض تاني. خرجت لتخبر طقم التمريض وبعدها امتلأت الغرفه بالأطباء والذين طالبوها بالخروج وعلى الفور اتصلت بوالدتها تخبرها بسعادة عبر الاتصال بالانترنت، لكن والدتها آثارت لفتح كاميرا الفيديو مجيبه بلا اهتمام: - ايوا يا حبيبة ماما . خرجت الكلمة منها ببكاء وابتسامه مجنونه بمشاعر متناقضه: -يونس فاق. رأت إمارات الصدمة على وجه والدتها وكأنها ابلغت لتو بكارثه ظلت تنظر بثبات وعينها متسعه ثواني حتى تداركت موقفها امام" ملك " ثم هتفت باسراع: -طيب اتكلم قال حاجه ؟! ردت" ملك" متأثره بتعجبها : -هيقول اي لسه بس مفتح عيونه ! هرعت حنان لتقول بإسراع : - طيب انا هبلغ بابا واجيلك حالا . اغلقت الخط بينها وبين إبنتها المصدومه من ردة فعلها ومن بعدها وقفت امام باب الغرفه تتابع دخول وخروج الممرضين . صدم "يونس" حنان" صدمة جديده ظنت أنها أرسلتة إلى مثواه الاخير لكنه شق الكفن ليعود مؤرقها الأول وكابوسها الذي لا تستيقظ منه أبداً وضعها أمام نفسها الشريرة فما عادت تعرف بأي حيلة ستواجه من جديد. "جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا 👑" فى غضون ساعات قليلة كانت العائلة بالكامل مجتمعه بغرفة" يونس"خرج من العناية المركزة وبدأ فى تحسن رغم ان لم تلاتئم كل جروحه على الاقل من الداخل لم يعد هناك شيء خطر وبقى صدره مضمض بضماضه كبيرة تأخذ نصف جسده العلوي، وكتفه لصعوبة تجبيس هذا المكان و أي عمليه من شرائح أو غيرها ستضر اكثر مما تنفع. انتبه وقد استعاد ذكراته كاملة وأخبره الطبيب بمده الغيبوبه، قفزت تساؤلات عده برأسه بسهولة هكذا جرت الحياة من بعده وتركته عائلته وذهبت لتباشر عملها وحياتها وهو لا شئ بالنسبة لهم كل هذه الايام قضوهت بعيدا عنه متروك فى المشفي دون أي قلق علي حياته، وعندما فتح أعينه إلتفوا حوله، تطالع إليهم بأعين بارده بعد الكثير من المباركات والدعاء باتمام الشفاء رأى بعين والدته فيض من المشاعر والسعادة بنجاته وكذالك بأعين اخوته وزوجة اخيه" عمار" وإختلفت تماما نظرة "حنان" التي إمتلئت بالخوف ولم تسطيع تصور ماذا سيفعل بها وجهها كان يعترف بكل شيء وبعودة بسيطه بالذاكرة وقت حدوث الحادث تيقن أن الحادث كان مدبر لإصرار السيارة بإنهائه، ابتسم هازئا والتف عنها . حتى هذه اللحظة لم يتفوه بحرف وعندما انتظر الجميع حديثه هتف قائلا بصوت مبحوح : - عايز أروح . هتف" فريد" قلقا عليه : - تروح ازاى انت لسه تعبان؟ والدكتور ما كتبلكش على خروج ؟ وايده بذلك "عمار" : -لأ يا يونس إحنا ما صدقنا انك قومت بالسلامة وهتفت والدته : -ما تعاندش يا يونس صحتك مهمه احنا بقالنا كتير مستنين شفاك. حرك رأسه بتعب ورد بهدوء قاطع : -ما تقلقيش هاخد معايا ممرضين انا مش عايز نقاش كتير . الوحيدة التى أيدت كلامه كانت "ملك" والتي انضمت إليه قائلة: -وانا روحت فين؟ أنا أخدمك بعنيا نظر لها نظرة غامضه لكنه لم يطيل ولم يجيب قطع كل شيء بتصميم على مغادرته المشفى الذي ظل أسيره وقت طويل. "جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا 👑" "فى غرفته " تم إجراءات لتجهيز غرفته لنقل بعض الأشياء الطبية؛ كالمرتبه وحامل المحلول وبعض الأشياء الأخري. واخيرا اختلى بهاتفه ليحادث أعوانه وفريق الأمن الخاص به ليعرف كل شيء معلنا حربا لا رحمة بها على من أهدر من عمره شهرين فى اللا شيء، وأمر بانتشار أفراد الأمن بالحديقة ومراقبة "حنان" وملك" رقابة شديدة، والبحث عن الفاعل السابق لخطف ملك. على ذكراها نقرت بخفة على باب غرفته، فزعق بضيق : -قولت مش عايز حد دلوقتي . دلفت بعدما سمعت صوته وقالت وهى تتقدم نحوه : -عارفه إنك قولت مش عايز حد لكن أنا مش بسمع الكلام. لو لم تكن" ملك "لنهرها لكنها تعلم أنه لن يقوى حتى على لومها، هتف بنبره هادئه: -ملك لوسمحتى انا مش عايز حد حاليا سبيني لوحدي. لم تعر هذا اهتمام وجلست على طرف الفراش تنظر لهاتفه الذي بيده وقالت مشاكسه: -عايز تقعد انت وتليفونك، بتكلم مين؟ أجابها باستسلام: -بأعرف اخبار الدنيا. شهقت بفزع وقالت متصنعه الوجوم: -معقولة عايز تعرف اخبار الدنيا وموجوده شبكة رويتر معاك بنفس الأوضه. ابتسم لدعابتها وسأل : -انتى ما تعرفيش أي خبر برا الاوضة دي؟ تململ فى جلسته الغير مريحه وتأوه رغما عنه فهرعت تعدل له الوسادة من خلف، مالت لتضمه إليها كي تجذب الوسادة هذا جعل ما بقى من قواه يخر امامها هو اصلا لا يطيق النظر بعينيها فكيف بضمة تجتاح مل حواسه، هم ليعترض لكنها انهت المهمه وعادت تجلس قباله وتجمع أطرافها على الفراش وهي تقول : -اقولك انا بقى الأخبار ماما وكلنا قلقانين من انتشار البودي جارد بالجنينة. كان ينظر لها باستمتاع كان مشتاق كثيراً للنظر إليها وسماع أحاديثها ومشاهدة تعبيراها الشقيه وحركات عينيها التي تشع خفة وجمال، رد باقتضاب : - انتي قلقانه ؟ حركت كتفيها بخفه وهتفت : -لأ بس فى واحد طويل كدا بيبصلي بصات تخوفني . اتسعت عينه بغضب وهتف بحدة: -اللى يبصلك بعين أقلعله الاتنين يا ملك . وضح عليها المشاكسة وقالت : -هو مش واحد دول اتنين لأ لا دول تلاته أقولك هما اصلا كام ؟ علم انها تقول هذا لتشاكسه فقط ابتسم وسأل : -وايه كمان يا ملك ؟بتسلطيني يعني ؟ رفعت حاجبيها ورددت بسعادة لإحراز أول إنجاز بالحصول على ابتسامته: - شوفت خليتك ضحكت . قال براحه وهو ينظر لها بارتياح: - انتى معجونه بإيه يا بنت انتي ؟ وضعت يدها على وجنتها وهتفت بابتسامة: - مش دا موضوعنا الموضوع المهم انى هطرد الممرضه وانا كدا كدا عارفه مواعيد الأدوية وكنت بكتب وراء الدكتور. رفع حاجبيه متعجباً من اصرارها على خوض هذه التجربة: - ازاى ده ؟! لأ طبعا انا عايز الممرضة . رسمت تعابير التعجب ثم دحجته بنظرات ضيقة وهى تقول : - عايز الممرضة لى يا عمو ؟! هااا !! جعلت ابتسامته تتسع وهو يرى تعبيرات وجهها تتقلب باتهام وهتف متعجبا: -انتى خايفه عليا من الممرضة مثلاً ؟ نظر لها بدقة وكأنه رمى إليها كرة لينظر كيف ستركلها إليه فردت ببساطة وهى تبتعد عن الفراش: - لأ انا خايفه على الممرضة منك. امسكت بحقيبة الأدوية وفتشت بها ثم أضافت : -بص انا هحاول أديك الدواء والله جاب نتيجة يبقى احنا ماشين صح حصلك حاجه يبقى ربنا يعوض علينا. خطفته من وسط افكاره ومشاكله وكل ما فاته وجذبته إلى دنيا أخرى رسمت ابتسامة نسيت كيف كانت تكون من قبل. - طمنيني عليكي أعتقد انك كنتي عايزاني فى موضوع مهم قبل الحادثه ؟! لاحظ كيف تغيرت تعبيراتها وهي مقبلة إليه بالأدوية، تبعها وهي تقدم إليه الاقراص وتلتهي بحديث آخر : -المسكن دا هيسكن معاك الالم وممكن يخليك تنام، وده وقت مناسب لحدودته حلوة مش مشكلة صعبة عايزة شريط مسكن . كان يشعر بأنها تعرف شيئاً أو تشتكي من "حنان" لذا لم يضغط عليها فحسابه لن يغادر صغيراً أو كبيراً، عاد لمزاحه قائلا : -انا مش عارف المسكن دا للألم اللي فى عضمي، ولا الصداع النصفي اللي جبتهولي؟ نظرت بمشاكسة ثم بحثت بالحقيقة وهتفت بفزع : -مش معقول الدكتور نسي يكتبلك علاج للاماضه ؟ أؤمي برأسه بخفة ثم قال محذرا: - اناهطرد الممرضه الجديدة عشان مستفزة . لوحت بيدها دون اهتمام مجيبه: -الممرضة هتديك منوم لحد ما تخف . اشار نحو الباب وقال : -ممكن تتفضلي عشان عايز أنام ؟ هتفت وهى تتوجه برشاقة غزال : -هتفضل بس بمزاجي مش انت اللي طردتنى ولا حاجة. ابتسم وورد نافيا: -لا ازاي حاشا وماشا. ضحكت على دعابتة وتوقفت تخبره قبل المغادرة بـ: - هجيلك تاني كمان ساعة يكون المسكن عمل مفعول ونعملك صداع في النصف التاني عشان انا حقانيه. ضحك هو الآخر على مشاكستها، لا يعرف ماذا فعلت به فى هذه الدقائق القليلة التي مرت معها وكأنها أزهرت صحرائه وأوقدت قنديلا ترتب فوضي وتصنع بهجة ليس بقليل عليها أن تملك قلبه، وتكون هي الملكة ....... ................................….………يتبع

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

"الثانية عشر " "كـــــــــــشـــــف الــــــــــمــــــــــســــتـــــــور"

التاسعة من ملكة قلبة