الرابعه وعشرون


الرابعه  وعشرون


استيقظت فى الصباح بانقلاب فى معدتها  هرولت باتجاه الحمام لتفرغ بما فى معدتها  سئالت نفسها
ان كان هذا من توابع حالة التسمم التى اصابتها من فترة قصيره  ولكن نها نفت الامر عندما
اصابها الدوار المفاجى خرجت من الحمام تستند الى الجدران وصلت بصعوبه لاقرب كرسى
والتقطت انفاسها بصعوبه  زمن ثم بدئت تحسب حتى اكتشفت انها بالفعل حامل الان
ادهشتها الصدمه  وبدئت ترجف  لما كانت تريد هذا ابدا ان زيدان دائما ينتصرعليها
بشكلا او باخر ترى ماذا سيكون ردة فعله عندما يعرف انها اصبحت حامل كيف
سيواجه عائلته هل سيستمر فى الانكار ام سيعلن كل شئ من اجل صغيره

__________________________________________

فى شقة رؤى
جلس الى جوارها فى الفراش مستعدا للهروب من العالم اليها لكن يدها دفعته قائله :
_ استنى عايزه اقولك حاجه

غمغم بنفاذ صبر :
_ يوه مش وقته
هتفت وهى تدفعه مجداا :
_لا الاول لازم تعرف

ابتعد مطر وهدر بضجر :
_ جوالى ياستى
ابتلعت ريقها وهتفت بتحسب :
_ اانا ..حـــامـــل

قفز من مكانه بجنون وسئالها بتعصب وحده :
_ حامل دايه  وانا جولتلك احملى ..ولا انتى قاصده تورطينى

حركت رأسها نافيه وهى تهدر بتعصب مماثل من تعصبه :
_ انا مش قاصده حاجه وبعدين انت عارف انك انت اللى جبرتنى  لكن اللى حصل

دفعها بقسوة متسائل :
_ وانتى ما عملتيش حسابك لى ؟

اجابته بجنون :
_ انت هتجننى اعمل حسابى ازاى هو انت عطننى فرصه ولا حتى بنزل من شقتى

صر على اسنانه وهو يلعن قائلا :
_ *************  اللى فى بطنك دا لازم ينزل

اتسعت عينها هى من ما يقول لهذه الدرجة انحطت اخلاقه حتى يعاملها كمعاملات الساقطات
وصرخت بوجه قائله :
_ يعنى ايه انزل اللى فى بطنى هو ابن حرام

اجابها بتعند  وضيق :
_ انا جولت ينزل يعنى ينزل  انا مش ناجص عيال

هدرت تحذره :
_ انا هقول لماما الحاجه

همت لتنهض من جواره لكن يده منعتها  وجذبها بقسوة حيث كانت  وهدر بمنتهى التحدى :
_كلمتى جصاد كلمتك
سئالته بعدم فهم :
_ يعنى ايه ؟
فاجاب هو بكل حقاره :
_ يعنى هتجوالى حصل وانى هجول ما حصلش

لم تعد تتحمل هذا الوقح اكثر من ذلك  لا يهم من المنتصر لا يهم من المظلوم المهم ان تتخلص
من قبضته عاجلا او اجلا   استرسل بغباء :
_ ما حدش هيصدجك  وساعتها هترمى بره الدار  بهدومك اللى عليكى وولادك مش هتاخديهم
ولو بالطبل البلدى تعرفى لى؟ لانى هرفع عليكى قضية زنى  او هجتلك واخلص من عارك

ابتسمت بسخريه من جبروته  وقررت ان تنهى هذه التمثليه  السخيفه علاما ستبقى هتفت وهى تنهض من جواره :
_ اعمل اللى انت عايزه بس المهم انى ما أعيش معاك تانى
سئالها بجمود :
_ يعنى عايزه نرجع أغراب زى ما كنا
فهتفت وهى تغمض عينها بمراره :
_ لا اطلق واخد ولادى وامشى  وكفايه اللى انت خدته  ...

سكت قليلا وهو يتأمل حالتها المتعبه ووجهها الذى انطفئ فجأه وكأنها تقدمت فى العمر الف عاما
فى هذه اللحظه  هتف مجيبا :
_ ماشي يارؤى هعملك اللى انتى عايزها  بس جبل ما تروحى دار ابوكى تكونى مسجطه العيل دا

سئالته بمراره :
_ وهعملها ازاى دى فى مستشفى عندكم تقبل

هم من مكانه نافيا :
_ لع ...هنا ما ينفعش انا هرتب مع دكتور من مصر تسجطى  و ارمى عليكى اليمين ونفترج

اغمضت عينها براحه فاخيرا ستخلص من سجنها وسجانها ستخلص من ابتزازه لها  لايهم المقابل المهم ان تتخلص منه سترك القضية بأكملها يحكم هو بها كما اعتاد رسم حياة الاخرين فالحكم بالاعدام ليس شيئا مستجد عليه

ابتلعه ريقه وهتف بخجل :
_ طيب مش هتيجى  عشان نودعك

رفعت كفها فى وجه بمعنى التوقف  واغمضت عيناه بالم    فاستدار يلملم ملابسه وخرج فى صمت
سوف يغلق الباب الذى كان يهرب منه سوف تغلق نافذة رؤى التى كان يتنفس بها براحه  ستعود
الحياه الى مديحة وسترحل رؤى سينساها رغما عنه (فالاعتياد على ما لا يحق لك اكبر ظلم لنفسك )

خرج بحزن والم من تكبيل يده امام الامر الواقع بعد ان رفض طفلا سيسقط هيبته امام العائله
وامام زوجته خشي  ان يدمر كل ما بناه من ثروه عندما يتمرد عليه اخوته  وينسحبون من صفه
كونه نقض عهد على نفسه بحمايتها لا الطمع بها ....فى هذه المره لم يجدى نفعا امساك العصى
من المنتصف يتوجب عليه ترك العصى تميل  كما تشاء ,,,,

صفحة بقلم سنيوريتا


بعد يومين,,,
رتب زيدان كل شئ وعمد ان تخرج رؤى من المنزل بأودها فقط لا تأخذ معها شبرا واحد مما كتب
جهز العقود  وصعد اليها  فى تلك المقابلة الموجعه لدى الطرفين هو بتفضيله هيبته على قلبه وهى
بشعورها بالاشمزاز منه  جلس فى موجهتها حزين يعتريه الالم والضيق وبرغم شعوره بالضيق
خرج صوته طبيعيا :
_ الورج دا نصيبك ونصيب عيالك فى الورث  بس اللى كتبتهولك كلو يرجع

دحجته بضيق وصاحت فى وجهه :
_ انا مش عايزه منك حاجه  اللى اخته اغلى من ملكك كله

ازدرء ريقه وهدر بصوت يشحنه الالم :
_ لى كل مرة تحسسينى انك احسن منى ...خلاص يارؤى امضى هنا ونخلص من بعضينا لا
هتشوفينى ولا هشوفك  عيشى حياتك بعد كدا لعلك تلاجى الاحسن منى القى كلماته الاخيره بحزن

فاختطفت منه القلم وطبعت اسمها على كل الورق دون النظر اليها فما حدث اخيرا بينهم كان اخر سبيل
لمحبته اليه وبما انها لم تستطيع تقبله فالانفصال هو الحل الاخير ,,,

التقطت الاورق ودسها الى جيبه فسئالته وهى تعقد ساعديها امام صدرها :
_ هنخلص امته
حدق اليها بتمعن ثم تسائل متحزنا :
_ مستعجله

اؤمت فى تأكيد :
_جدا عايزه اعيش انا وبناتى فى جوه نضيف

كلماتها كانت تغيظه وتعزز العند فى نفسه فتكبره معه هو ما يثير جنونه نهض من امامها
وترك الشقه باكملها  ترك لها فراغا من انسه الموحش وحضورة البغيض فاحيانا تكون
الوحده مفزعه واحيانا وجود شخص تختلف معه وتعارضه افضل من الفراغ  لا تعرف
هل القرار الذى اصرت عليه صحيح ام لا لكن هذه ارادتها  فهى من البدايه لم تسمح
لقلبها بالرؤيه
صفحة بقلم سنيوريتا
******************************************
بعد عدة ايام
تواصل زيدان مع طيب باع ضميره للتخلص من الجنين  بالطبع دفع مبلغ كبير حتى يغطى على
الامر بينما رؤى اصيبت بتحزن شديد لفقدانها الجنين لقد كانت تتجهز قبل موت رحيم مباشرا

لكن فاجئها القدر ان تحمل من زيدان   ...
____________________________________
اعلن زيدان بالاسفل ان رؤى ستسافر لدى اهلها فى القاهره بعدما رتب كل اموره
لم يشك احد فى اى شئ فمازال زيدان الحارس الامين لزوجة اخية واولاده ,,

الا تلك النار التى شبت فى مديحة



فى شقة زيدان

اشتعلت مديحه عندما رئته يتجهز الى السفر مع رؤى وزمجرت قائله :
_ عايز تسافر معها وتسبنى رجلى على رجلكم
صاح بها متأفف :
_ رجلك على رجلنا دا ايه هو انا رايح اتفسح واحده  رايحه لاهلها تاخد ضرتها معاها اعجلى الكلام

لم تردع وهدرت بتشنج :
_ اومال تروح تتفسح انت وهى
اجابها بضيق :
_ مش هتفسح يا ستى هوصلها وارجع وابقى ارجع اجيبها كمان يومين
لم تسكت مديحه وتسائلت بضيق:
_وما تخليش حد من الرجالة يوديها لى

سئالها هو بضيق اشد :
_ بجى تبجى مرات اخويا المتوفى ومراتى بعد منه وابعتها اول مره لاهلها مع رجل غريب 

لم تهدء مديحه ووقفت تحضر شياطينه:
_ماليش دعوه  يا زيدان مشيان معها ما هيحصلش

دفعها بضيق فما به يكفيه ويزيد ,,,
وهدر بعنف :
_ مديحة وسعى من وشي انى مش ناجص حد  ادينى هوديها وهرجعلك ابقى اشبعى بيا

بالفعل فحالة زيدان كانت سئيه للغايه,,, خرج من الشقة بغضب عاصف فان ظل امام مديحة ثانية اخرى سيخنقها
بكل غيظه
صفحة بقلم سنيوريتا

لدى رؤى

وقفت تودع ذلك المنزل الذى عاشتة به حلو حياتها ومرها عاشرتة فيه رجلا من ذهب
وذئبا من البريه الفرق شاسع والالم كبير  تنازلت بورقه عن كل حقوقها فقط للتخلص
من زيدان حتى تحافظ على ذكرى زوجها نظيفه بعيدا عن عبث زيدان  تحسست بطنها
وهتفت بحزن :
_ تضحيه غاليه بسبب حقير  

احتضت بناتها ونزلت من شقتها التى شهدت على ذكراياتها اجمع فرحها وحزنها  لتجده
فى مقابلتها يخرج من شقته حدق اليها كثيرا حتى يشبع عينه بها قبل ان ترحل للابد
بينما هى دحجته بنظرات استعلاء وتقزز ...
بقلم سنيوريتا ياسمينا احمد

استقل الحافله وساق بهم السائق حيث وجهتهم

طوال الطريق وهى صامته وهو عينه لم تتزحزح عنها بالمرأه  كلما تقابلت اعينهم
رمقته بعداء تزيد من فوران غضبه وتزيد من سخطه على قلبه الذى لم يستطع ان
يبتعد عنها ,,,
*************************



فى المستشفى

نزل من السياره ورئها تاخذ اولادها معها  فهتف يستوقفها :
_ خلى الولاد هنا  عوض هيخلى بالهك عليهم لحد ما نخلص

لم يرد ايضاح الامر اكثر من ذلك امام السائق ورمقها بجديه فاستجابت لرغبته
فهى بالاساس تركت الامر دون مقاومه للخلاص فقط منه   ,قبلت اطفالها ونزلت من السياره
ورفضت يده الممدوده وصعدت وحدها ,,
صعد من ورائها بضيق فسترحل عنه معذبته بعد بضع ساعات

داخل المستشفى ,,
جهز زيدان كل شئ وما ترك شيئا للصدفه   وبدء الممرضات فى تجهيزها  للعمليات
بينما جداول الدمع تجرى على وجنتيها كالانهار  تتالم قبل ان تمر بألم فصعب التخلى
عن امومتها  ولكن هى لم ترد اى ذكرى منه كما انها اردت الخلاص من قبضته الى الابد

بينما هو باع ضميره تماما  وظهر وجه الشرس حيال الامر لايمكن ان يفقد ما بناه من سنين
طويله بسب هذا الخطأ الذى وقع ,, سيتمر فى طغيانه وهيبته المزيفه الى ابد الابدين
لا رؤى ولا الف طفلا منها سيجعله يرتراجع عما ارد ,,

خرجت من الغرفه اخير باعين كالدماء  وقفت فى وجه وهتفت بصوت راجى :
_ زيدان بالله عليك فكر لاخر مره  حرام اللى بتعمله دا ..

ظلت ملامحة جامدة ورأسه الصلب يأبى الاقتناع اجابها بحدة :
_ اللى جاى دا جصاد بناتك
سئالته بغير فهم :
_ تقصد ايه ؟
 هتف غير مبالى :
_ يعنى لو عايزة دا يفضل يبجا هتطلجى بيه وبنانك هيرجعوا على البلد  ما فيش مخلوج
هيرف ان زيدان له عيل من رؤى ,,

ابتلعت ريقها وازدات اشمئزا لم تجيبه لكنه حملت فى قلبها بغضا لا ينتهى تحرك من امامه  
لا توى استبدال اولادها من رحيم بطفلا من زيدان
وقفت على باب غرفة العمليات وفأجأت زيدان بقبضتها على يده  حدق اليها  بدهشه
فهتف ترجوه بأمل :
_ لو جرالى حاجه ودى البنات عند مامتى اوعك توديهم بيت العيله
ابتسم بصعوبه وهو يسئالها :
_ هو دا السبب اللى مسكه ايدى عشانه ..

رفعت يدها عنه ونسيت من توصى انها خائن العهد السابق فكيف ستطمئن من جانبه
هتفت قائله بكبرياء :
_  انا بقول لمين اذا كان ما صنتش العهد الاول ... ليهم ربنا احسن من الكل ..
قاتلته بكبريائها فزم شفتيه متوعدا  فرغبته منها ابدا ولن تنتهى
دلفت الى غرفة العمليات وتركته يقف بفم مشدود وقلب صلب لا يخشي شيئ
من بعد  ,,,

سقوط الهيبة (رغبة تحولت لحب )
بقلم سنيوريتا يا سمينا حمد
حصريا على صفحة بقلم سنيوريتا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

"الثانية عشر " "كـــــــــــشـــــف الــــــــــمــــــــــســــتـــــــور"

التاسعة من ملكة قلبة

الحادية عشر