السابعه وعشرين


السابعه وعشرون
دخل زيدان ونيرانه مشتعله وزمجر مناديا بأسم رؤى :
_ رؤى ,,,يا رؤى ,, تعالى

على اثر صوته الغاضب التف الجميع  خرجت نصره بكرسيها المتحرك ومنى ومديحه اتوا من غرفة
الجلوس  وهرول كلا من  ناجى ويوسف  على ما يبدو ان مهتاج للغايه نزلت رؤى اخيرا
من ندائه المتكرر وقلبت اعينها فى التجمهر والصمت السائد بين الجميع  تقدمت اليه بقلق
فصرخ بها باهتياج :
_ المخزن ناجص اسماد مهم  ...

حركت كتفها وهى لا تعى المشكله قائله :
_ انا كل حاجه بتخرج او بتدخل بأيتها

هدر زيدان متعصبا  :
_ مش دا المجصود السماد اللى ناجص دا موسمى يعنى ما بيظهرش غير فى معاد معين فى السوج
ودا مش اوانه كان متخزن منه كميه  فى المخزن راحت  فين ؟

تدخل يوسف قائلا :
_يا ابا الحاج براحه

اوقفه زيدان قائله :
_ما تدخلش وما حدش يدخل ...ردى

 مازالت رؤى لم تفهم مشكلته فهتفت :
_ ما اعرفش زى ما قولتلك انا بكتب الصاردر والوارد

انفعل من عدم مبالاتها بالامر  وصرخ بها بجنون :
_ انتى هتجننينى ما حدش ليه دعوه بالمخزن غيرك  جوالى السماد دا راح فين ؟

انتابها ضيق من معاملته الخشنه واهتياجه عليها امام الجميع فصاحت به :
_ ما تزعقليش كدا ,,,, انا مش شغاله عندك

همهم الجميع عند ردها عليه  بينما مديحه تنامت بداخلها سعادة من  وقوعهم معا من بعد التحالف
قالتها واشعلت فتيل الغضب  لدى زيدان امسك ذراعها بقسوة وهدر غاضبا :
_ لع شغاله عندى ونص انتى اللى جيتى وجلتى انا عايزة امسك شغل الدار  ولا انى عميت لما وافجتك

سحبت يدها من يده  وقابلت عنفه بكبرياء وهتفت :
_ عميت ما عميتش مش مشكلتى انت بتهمنى انى سرقته ودى اهانه ليا انا ما اقبلهاش

اتسعت عينه وازداتت شرارة غضبة حتى تفجر البركان مندفعا نحوها يلوى  ذراعها من جديد :
_ انتى بتردى عليا كلمه بكلمة  انتى مش عارفه انتى عملتى ايه السماد  المختفى دا عامل الافات مؤلفه

تدخل كلا من ناجى ويوسف فى الدفاع عنها  قال ناجى :
_ يا ابا زيدان اهدى بالعجل مش كده

وهدر يوسف مدافعا :
_ اكيد ام ميرنا ما تعرفش سعره ولا انه موسمى   انت عارف انها جديده فى الفلاحه

هنا تيقن زيدان لنقطه هامه هى جهل رؤى بسعره واهميته  سحب يده عنها  وسمح لعقله بالتفكير
لابد ان من فعل ذلك لديه خبرة ودرايه اكثر  من رؤى فيما  يخص السعر والاهميه

توجهت شكوكه كلها نحو مديحه واشار باصابع الاتهام نحوها قائلا :

_ انتى ما فيش غيرك انتى يا بت الكلاب

تراجعت للخلف وكما اعتادت استخدمت الهجوم بدلا من النفي  باعلى صوتها صاحت به :

_ هو انت ما جدرتش على الحمار جيت على البردعه انت مش عايز تصدح انها غلطت تلبسنى
انى فى حيطه  ما هى مش عشان انت راضى عليها انما انا  لاحول ليا ولاقوة  اروح فين من ظلمك
ليا يا زيدان ,,,

لم تزيده كلماتها لا غيظا وتعصب صاح هو الاخر بغضب :
_ اكـــــتــمى خـــــا لــــــــــص ,, وانى هعرف بطرجتى مين فيكم اللى عملها

خرج يصارع الهواء وينوى شرا لمن فعل حتى لو كانت رؤى نفسها فلن يرحمها فخسارته فى المال
تحديدا تجعله شيئا اخر لانه عبدا له وفى خساره فادحه كالتى ستحدث سيأذى متسببها لا محال

.......................................
نزل الى حديقته وناد افرد الحراس والغفراء والعاملين لدى المواشي وكل الخدم  والذين اجتمعوا
فور ندائه يهتفون فى فم واحد :
_ اومرك يا بيه

وقف اهل المنزل جميعا على عتبة منزلهم يشاهدون زيدان وهو يحقق مع الخدم فهو فى غاية الخطوره


دار من حولهم فلا طاقة له ولا صبر للانتظار وكما انه يريد مراقبة وجههم عن قرب حتى يكتشف
الكاذب بسرعه , هدر بصوت جاد مغلف بالقسوة :
_ في اشولة سماد  مهمه ناجصه من المخزن ... مين فيكم شافها ..ثم حدق الى كلا من رؤى ومديحه واسترسل
...او يعرف اللى اخدها

هتفت الخادمات بقلق بصوت واحد :
_ ما نعرفش حاجه يابيه  احنا طول النهار جوه

واستكمل احد العاملين قائلا بتبرير :
_ والست رؤى اللى مسؤله عن كده  وما فيش حد حسب اومرك بيدخل معها

تمشي زيدان نحوه ثم توقف  وبحركه فجائيه امسك تلابيبه بعنف وزمجر به قائلا :
_ وانت ايه داخلك بالست رؤى ...انطج يا شحاته احسنلك الشوله دى راحت فين

ابتلع شحاته ريقه الجاف بصعوبه وهدر متعلثما :
_ الل...اااا...اصل ما ..والله العظيم يا زيدان بيه ما كنت اعرف ان الشوله دى مهمه

ضيق زيدان عينه وسئاله بحده وترقب :
_ مين اللى جالك تعملها ..

القى  شحاته نظره للجمع الجامع امام المنزل الكبير وهتف مترددا :
_ الــــــســـت مـــــديــــــحه

تركة زيدان فجأة حتى اوقعه بعنف  وراح يركله بقدمه  بعداء وكأنه ينفس غضبه المشتعل من اتهامه لرؤى
فى بادى الامر
وصرخ به :
_ بجى كدا يا ناكر الجميل تسرجنى  ,,

هتف شحاته وهو يهرب من ركلاته ببكاء :
_ والله العظيم ابدا ما سرجت الست مديحه هى اللى جالتلى انجلهم من هنا لهنا وانى كنت مفكرها
زى ما كانت بتطلب منى زمان انى بس كت شيال

توجهت العيون صوب مديحه التى احتقن وجهها بالدماء  وتيبست مكانها لا تستطيع الفرار
ومازال زيدان يفرغ غضبه بالعامل  حتى هرولت رؤى صوبه ووقفت بينهم  ثوانى اصتدمت
اعين  الشر الخاصه بزيدان باعين رؤى المحذره لا احد من اخوته ناجى او يوسف كان يجرء على
تلك الخطوة الا ان رؤى بعدم خبرتها بغضب زيدان او عدم اكتراثها  وقفت تحدق به وكأنها تمنعه

علقت ابصارهم ببعض وكأن الصمت لا مكان له فكل منهم يحاكى الاخر بطريقته  وقف الجميع يشاهد
ما يحدث بدهشة  وانتباه

هتفت رؤى بتعقل :
_ هو مالوش ذنب ..

برغم ثورة زيدان العارمه والتى اذدات بتحدى رؤى لرغبته فى سحقه ذلك العامل الا انه لم يقدر
على ازاحتها او نهرها  هتف يتمالك نفسه :
_  ابعدى من وشي السعادى

لازلت رؤى عند قرارها وهتفت بقوة :
_ مش هبعد ,,,الاستقوى على الضعيف مش عدل ,,, التجبر على الناس مش قوة

ثارت ثائرته وهدر من بين اسنانه :
_ جولتلك ابعدى ,,

نادتها نصرة متدخله تحسبا الى انفجار غضبه الذى يحاول اخمادة  :
_ رؤى تعالى  اهنه وسبيه

واصر يوسف قائلا :

_ يا ام ميرنا تعالى واخزى الشيطان

لتهتف مديحه ساخرة :
_ سيبوها دى حتى الموت ما جدرش عليها هيجدر عليها زيدان ..

هنا التف زيدان باتجاها وعرف اين يوظف غضبة تحديدا اندفع نحوها  فوقف كلا من ناجى ويوسف
بوجه يحاول منع وصوله اليها هادرين برجاء :
_ بالله عليك يابا زيدان  عشان عيالك

حا ول زيدان الوصول اليها ولكن يده لم تطوالها خاصتا انها بدئت تهرول باتجاه الاعلى وقبل ان تطأ قدمها
اولى درجات السلم زمجر مناديا :
_ مـــــــــــديــــــــــــــــــحــــــــــــــــه
توقف دون ان تستدير فوقع صوته الغاضب كاد ان يصمها , ليستكمل قائلا :

_ جدام الكل ...من هنا ورايح انتى تفضلى فوج رجلك ما تخطيش تحت  لا ليكى دعوة
بشغل ولاعمل الدار و رؤى اللى هطلعلك جاسمك كمان ...

الصدمه كانت شديده عليها ولكنها كانت ارحم من ان تطوالها يده هذا الوقت   استكملت ما بدئت
دون ان تجيب  المهم ان تفر الان ومن بعد ستحصل على ما تريد ,,

ابتعد عنه اخوته ما ان احس بهدوئه التدرجى  هتف بنبرة حانقه :
_ كل واحد يروح على شجته

ربت يوسف وناجى على كتفه واستعد لتنفيذ اومره من بعدها استدار هو باتجاه العامل  ليجد رؤى
بجانبه   تناوله  كوبا من الماء ,,التمعت عينه شرزا وهتف بها :
_ انتى بعملى ايه مش جولت كل واحد على شجته

اقتربت منه وبصوت منخفض اوصلته رسالتها المحذره :
_ انا مش زيهم ,, ولا عمرى هبقى زيهم وحط دا كويس فى دماغك

انتابه الغضب من تحديها اليه واكثر ما يثيره بها كبريائها :
_ انتى بتحطى رأسك براسى يا مصرويه

اجابته  رؤى بقوة :
_ ايوة يازيدان ...انت اتهمتنى بالسرقه انهارده وزيد عليهم اهانتك ليا  بمحاولة ضربى قدامهم
 انا مش مديحه عشان اسكت انت بينك وبين مديحه عيال اما انا وانت مافيش حاجه تربطنا ببعض ,,,

اتسعت عيناه مما تهدر وتسأل بشر :
_  عايزة ايه انتى دلوجت ؟

هتفت رؤى بحده :
_ عايزة حقى اديره انا بمعرفتى  من غير تدخل منك ولا وصايتك عليه

اذدا اشتعال زيدان من تلك الفكرة الجهنميه التى راوضت تلك  المجنونه امسك بذراعها وهدر بضيق :
_ انتى عجلك طار على الاخر
قاطعته قائله :
_ لا عقلى رجع...ان ما كنتش هتدينى نصيبى اشغله بمعرفتى هسيبلك الدر باللى فيها لمديحه
تسرق وتنهب وتبوظ فيها ,, وابقى ارجع فى كلامك قدامهم بقى

ابتلع ريقه من اختيارها الوقت المناسب لطرح شروطها واجباره على تنفيذه تحديدا فى هذا الوقت
الذى علاقته بمديحه تعتبر انقطعت ....

___________________________________
حصريا صفحة بقلم سنيوريتا
بقلم سنيوريتا يا سمينا احمد
سقوط الهيبه _ رغبة تحولت لحب

تعليقات

  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  2. رائعه جداا💜💜
    فعلا يقسو القلب مهما كان رقيقا على من لا يعرف الرحمه 💔
    القصه رائعه مليئه بالحب والاحاسيس لكنه خالى من الموده والرحمه وملئ بالانانيه 😔💔

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

"الثانية عشر " "كـــــــــــشـــــف الــــــــــمــــــــــســــتـــــــور"

التاسعة من ملكة قلبة

الحادية عشر