الثلاثون


الثلاثون (خاتمه الجزء الاول )

نزلت غزل الى الشارع كالمجنونه  تعمد جهة محل عبود والذى قد انسحب اليه ومعه حشد من الناس
 منهم يحاول معرفه الاسباب ومنهم من يشد أزره فى محنته  دخلت غزل الى عبود  تصرخ بإهتياج :
_ مين دول ؟ وفهد فين ؟ مين اللى خدوه دول ؟

لطم عبود رأسه بيده فى جنون وكل الاجابات اختفت  كان حقى ايضا فى حاله سيئه يستند الى الجدار
كأنه جسد بلا  روح   لم تهتم غزل لحشد الناس الذين يحاولوا تهدئتها   دفعتهم عنها واتجهت نحو حقى
لعله يجيب تحيرها   :
_ فين أخوك يا حقى  ,,مين دول ؟ وازاى يخدوه وانتوا واقفين  ؟ وما حد ش يتحرك

نظر اليها بنظرات خاويه  اسرعت تمسك تلابيه وتصر على أسنانها  فى جنون :
_ مـــا تــرد عــليا  مين دول ؟!

كان لايشعر بأى شئ سوى بعجزه فى انقاذه  ترك جسده اليها ترنحه كيف شائت  وآثار الصمت
 دفعته اخيرا لتستدير وتهم بالخروج وهى تهدر بجمله غاضبه من سلبيتهم  المفرطه :

_ انا هبلغ البوليـس

هنا خرج عبود عن صمته صارخا بــ :
_ لااااااا ,, استنى
توقفت فجأه  واستدارت تدحجه بغرابه من منعه لها ’ ولكن عبود يعرف جيدا انها إن اقدمت
على تلك الخطوه ستحرق فهد فى المقدمه وبعدها باقى العائله
اقتربت منه وهى تضيق عينها بتسأل :
_ ايــه ؟!!! بتقول  ايه ؟


نهض من مكانه يفرد ذراعيه ليجمع بهم كم الناس ويدفعهم الى الخارج قائلا :
_ لوسمحتم سبونا لوحدنا ,,

بدء يخرج الناس بالقوه وكأنه ليس فى وعيه وتعالت الهمهامات المندهشه من تصرفاته الغريبه

حتى أخلى المكان تماما له ولغزل ولحقى   اقترب منها وهدر بشده :

_ اطــلعى شــقتك وما تخرجيش منها 

امتعض وجهها من أومره الغير مألوفه ونبذها  قالت مستفسره :
_ ازاى يعنى  ؟ دا جوزى  انت فاهم  امره يهمنى زيك بالظبط   ؟
 
صاح بحده  وانفعال :
_ مــالكيش دعـــوه  قولــتــلك

 احتقن وجهها بالدماء وصرخت  فى وجهه  بجنون :
_ ازى مالـيش دعـوه   ؟

التفت الى حقى واستكملت  حديثها  :
_ انتوا مش عيله بجد  انا رايحه ابلغ

قطع التفافها عبود ممسكا براسغها  ليجبرها على الالتفات قائلا بكل عدون وشر :
 _  قولتلك اطلعى  ,, على شقتك لو عايزه  تشوفى  جوزك تانى 

كلماته الصارمه جعلتها تبكى بحرقه  وبدء قلبها فى التففت وحاولت التصديق بـأن ما يمليه
عبود عليها  هو الصواب  ..سحبت يدها فى هدوء والتفت لتخرج عن المكان ,,

ليلقى اليها  عبود جمله اخيره تلقتها دون التفات :
_ اوعك  تفكرى انك تخطى بره الشارع  ,,دا لمصلحتك 

غادرت الدكان قد تيبن لها ان الامر خطر ابعد من  إدراكها هى ,,

____________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ________


فى الملهى

امسك الرجال بسلطان بإحكام بينما وقف عزيز فى مواجهته وامسك بعنقه بيمينه  ليهدر بقسوه :

_   انت زوتها يا سلطان ومفكر انك الشيطان الوحيد  انت مجرد إبليس صغير الابلسه الحقيقين
هما اللى حواليك

احـتـنقن وجه سلطان  وبالفعل بدء الخنق يؤتى ثمار ملحوظه على وجهه  ظل صامدا

حتى استرسل عزيز فى حده بعدما دفع يده عنه قليلا ليسعل سلطان بشده :
_ انا فهمتك من الاول ان الشغلانه دى صعبه   انت واحد ××× ومافيش حاجه تنضفك
ما كانش عندك شفقه  ما كانش عندك رحمه   حتة بت تلعب بمشاعرك  وتقضى عليك

بدئت تتهجد انفاسه بعدما حشر فى خندق ضيقا وتململ من يد الرجال الذين يمسكون به
حتى دفعهم فى عداء وهدر :
_ انا زى ما أنا ما فيش حاجه اتغيرت

حرك عزيز رأسه بالموافقه وهو يهتف :
_ هــنشـوف
اشار عزيز الى رجاله الذين يقفون على الباب يأذن بالدخول لمجهول  امتثلوا لاوامره سريعا
فإلتف سلطان يحدق بترقب , بالضيف والذى صدمه تماما  بوجود " توبا " بين ايدى الرجال
وما إن رأته حتى نادته بصوت باكى واهن :
_ ســ ,,,ســلطان  ,,إلحــقــنى

هم ليركض بإتجاهها لكن منعه الرجال الذين حوله فصرح بإحتراق قائلا :
_ لااااااااا ســــــــــبـــــــــوهـــــــــــــا
 
ابتسم عزيز ابتسامه صفراء وتبعها بـ :
_ عــرفــت انك اتـغــيرت  ,,

صاح سلطان بنبره حاده تمتزج بالتواسل :
_ سبوها  ’’ انا ما اتغيرتش انا زى ما انا سيبها وانا هعمل اللى انت عايزه

تمملل فى يد الرجال الذين تمسكوا به فى قوه  فصرخ  عليهم  :
_ ســــيبـــونى  ’’بـــقــولـــكــم ســــيبــونــى 

مال عزيز الى أذنه ليهتف بشر :
_ لازم تتأدب يا سلطان اللى عملته مش قليل 

تحجرت دموعه فى مقلتيه وهو يشعر بالهوان امام فشله فى الحفاظ على حبيبته  وهتف راجيا :
_ اعمل فيا اللى انت عايزه  وسيبها هى 

رمقه عزيز دون تأثر وتشدق بـ:
_ لما تتعلم الدرس كويس

سقط على ركبتيه فى خوف من أن يمسها أحد لقد عرف  الآن  معنى الألم و معنى الشرف
الذى لايمكن ابد الاستمتاع به فالامر موجع وغير ممتع  هتف بألم  وتوسل :
_ خــلاص انا اتعلمت كويس ,,,, بس ســيبها ,,,

 سكت عزيز برهه وهو يحدق الى إزلاله  ثم لوح برقبته للرجال فأ فـلـتوا توبا وخرجوا
وكذالك الرجال المحيطين بسلطان لم تجد توبا مفر من الهروب  الإ الى سلطان  الذى اسرع على الفور بالنهوض

ودفعها خلف ظهره متصديا لأى معتدى غادر ينوى الاقتراب منها  ظل يراقب عين عزيز
التى تحدق بهم بجمود  لوى فمه بإبتسامه ساخره من رقة سلطان التى ما عادت تنفع فى عمله

واصبح لا يستحق مكانته على منصب مدير الفندق الأ كثر شرا  وانتــهى امره ليكون
كالخيل الحكوميه ما إن انتهت مهمتها اقتنصت برصاصه لترتاح من العذاب
 تحرك من أمامهم والقى بجمله مخيف  :
_ لــسه دورك ما جاش يا سلطان  الاول  دورها هى  عشان تتعذب قبل ما تموت ,,

مسح سلطان فمه  بارتباك وقد تساقطت بالفعل الدموع على وجنته ليدحجه عزيز بنظره اخيره
ويهتف :
_ ما عوتش سلطان  ولا شيطان انت دلوقتى "تـيم " الشحات اللى جه الفندق دا حافى

اسم تيم رن فى أذن توبا سمعته جيدا لكنها لا تصدق انه هو" تيم "ابن عمها الذى بالكاد تذكرته صباحا
لم تستمع لحوارهم  كانت فى عالم اخر من الدهشه كيف سقطت فى يده وكيف  إختبأ منها وكيف تبدل

حاله الى هذه القسوه ..اخيرا خرج عزيز ليتركهم وحيدين فى الغرفه ناويا ابقائهم لفتره تحت الحراسه المشدده
 انتشالها سلطان من أفكارها بضمه قويه  كانت تحتاجها بالفعل ليس من سلطان بل من تيم حبيبها السابق
وفارسها الاول

هدر وهو يدس أنفه فى عنقها  بيأس :
_ ما تخافيش ما حدش هــيقربلك

كانت عينيها تجول دون نظر  وفى  رأسها دومات من الافكار وربط الاحداث ببعض لتجد نفسها فى النهايه
فى احضان شيطان  تمثل فى صوره ابن عمها  دفعته بقسوه وسألته على الفور بجنون :
_ فـــيــن  تــــيـــم ؟!
انـــت مــــيـــن ؟!
__________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _______________

فى المستشفى

بعدما تلقى أنس الخبر الصادم تحولت ملامحه الى الجمود شعور الخيانه صعب لم يكن يعرف طعمه
وهو يذيقه لأسره سجى  رن فى أذنه صوته وهو يهتف لها بكل قسوه :
_ شوفيلك مغفل يشيل اللى فى بطنك

ابتسم من سخريه القدر و كيف على الباغى تدور  الدوائر ولكنه لا يصدق خداعه وهو حاول كثيرا التودد اليها
ورفضت بشده مما اقنعه انها صارمه مع باقى الرجال وكيف استطاعت خداعه بهذه السهوله

ومن اين اتت لها القوه للتزوجه وهى حامل من غيره كيف استطاعه خداعه بكل هذا الجبروت
وهو لم يلاحظ وهو من خاض تجربه سابقه تجعله يميز جيدا بين الصنفين  كل الاسئله التى
تدور فى رأسه لا اجابه لها الا من "مـى " لذا انطلق نحو غرفتها كشراره مشتعله اندلعت فورا

اقتحم الغرفه   عليها  لتعتدل سريعا فى نومتها بوهن شديد وهى تلوح بخوف :
_ أنس بالله عليك ما تتهور

اغلق الباب من ورائه وكل تعبيره توحى بالشر تلاعبت اطراف اصابعه بلحيته
وهو يهتف بضيق  بالكاد يسيطر عليه :
           _ لا ما تقلقيش اعرف بس الحكايه من اولها وبعدين اشوف الموته اللى تنسبك

انتابها الرعب من هدؤئه الغير متوقع وكلماته المقضبه التى تنذر بالانتقام  وتركت دموعها
تنساب على وجنتيها وهى تسأله بخوف :
_ حكايه ايه ؟

منحها نظره شرسه وهو يهدر من بين اسنانه :
_ حكايه تغفيلى , ازاى عملتيها وما خوفتيش انى اكتشف دا فى اول يوم

اقتربت خطواته منها وفجأه امسك بساعديها بقوه واسترسل بغضب :

_انتى جاحده اوى  ....ايه القوه دى ؟!  وايه الجبروت دا؟!  قلب حديد دا ؟

اخرجت الكلمات بصعوبه من فرط الخوف :
_ اانا ,,, ابوس ايدك ,,  مالت على يده فجأه  ,,,,,, ابوس ايدك
ما تعملش حاجه  انا عارفه انى غلطانه  بس وحيات اغلى حاجه عندك
صرخ فى وجهها مقاطعا بإهتياج :
_ قوليلى عملتى كدا ازاى ,,, انــــطقــى

حركت رأسها فى استجابه  واستجمعت نفسها لتنطق بحذر من اى ردة فعل غاشمه :
_ اااا,,,  انا ,,, اتفقت انا وماما ان نقدم الفرح وبكدا البيبى لما يتولد بعد سبع شهور
هيكون ,,,,
علقت عينها بعينه وهى تحذر ما ستقوله واخير نطقت :
_ ابنك ’’’’’

لطمها بقسوه وهو يصرخ قائلا :
_ مش دا عايز اعرف  ازاى عملتى كدا ازاى خدعتينى

علا صوت بكائها واذادت رهبتها منه واجبرت نفسها على الهدوء حتى لا يصل صوت
شجارهم للخارج وتصبح حديث الصحف وتنال منها الفضيحه بعدها خاصتنا بمكانة والدها والده

هتفت وهى تلهث :
_ زى ما عملت طلبت تطفى النور وكان معايا ازازه صغيره فيها دم  فضيتها على الملايه

ناولها اللطمه الثانيه وقد امتلكه شعور الاحتراق خدعته الساقطه  وفشل فى امتحان
صغير لرجولته وتميزها ببساطه  والسبب واضح انتقم منه القدر شر انتقام

 لم تنطفى نيرانه المستعره  ناولها عدة لطمات بحجم وجعه استقبلتهم هى
بتحمل  والم مكتوم  وعاد يسألها بجنون :
_ ازاى انتى عمله شريفه دا انا غلبت اكلمك

اجابت بحسره لعله يهدأ :
_ كنت بحبه عشان كدا كنت قافله على نفسي ومش عايزه اعرف حد

صاح بها وهو يلطمها بقسوه :
_ وضحك عليكى وجيتى تلبسهالى

امسكت يده بتوسل :
_ انس ابوس ايدك كفايا ,,

اذداد انفعاله وهو يسأل :
_ يعنى لو ما كنتيش وقعتى عند المرسي كان زمانى لابس عيل مش ابنى ؟
صرخ بشده وألم
يـــــــــــا بــــــــــنـــت  الـــكــلــب , ,,,

كممت فاه قبل ان يجتمع عليهم الناس والذى بالفعل قد تجمهره خلف الباب يتسألون بفضول
ماذا يحدث ؟

هدرت بتوسل :
_ انس بالله عليك الناس هتلم اعمل اللى انت عايزه بس بلاش فضايح

دفع يدها عنه ومسح وجهه بغضب من تلك الطعنه التى خلفت الم صعب التحمل وبتوتر حاد هتف :
_ ماشي ,,ماشي ... انــتى طـــالق ,, طـــالــق  ,, طالق

وضعت يدها على فمها وهى تستقبل ردة فعله الموجعه وانهارت فى نوبه بكاء هستريه نهض من امامها
والقى جمله اخيره استحقاريه :
_ مش عايز اشوف وشك تانى وابعتى لامك تيجى تاخدك واياكى تفكرى تعدى من جنب بيتى 

فتح باب الغرفه ليجد الممرضين والممرضات وبعض الزوار  يقفن بوجه ومنهم من يحاول تجاهله والنظر الى الداخل
خرج من بينهم وهو يوهم نفسه انه فعل الصواب طلقها فى هدوء لعل ذلك يرد له فيما خلفها تواجه مصيرها المحتوم
ويسخر لها الله من يتستر عليها , حتى يصل اليها هو ,,

     __________جميع الحقوق محفوظه لدى صفجة بقلم سنيوريتا _____________
لدى فهد

فى  غرفه مظلمه كان يجلس اعلى الكرسي يده مكبله خلف ظهره معصوب العينين
ارهقه التوتر وطول الانتظار من وقت دخوله الى هذا المكان وهو يصاحبه الصمت

وكأنه دخل الى القبر لاهمس ,لا احد, لا حركه , سكون تام كأنه تحت باطن الارض
اخيرا سمع صوت زيج الباب وتحفزت كل خلاياه لمصيره الذى لايعلمه

سمع صوت عدة اقدام تقترب نحوه منهم اثنان ذو واقع مميز  وثابت اما الباقى كانوا
يتحركون بهرجله  تبدوا كالحراسه  عاد الصمت من جديد  ويبدوا انهم توقفوا  ليعاينوه
 
تنفس فهد ببطء وشدد من عضلاته حتى يقوى على أى ضربه مفأجأه  من احداهم
لكن سمع صوت ابتسامه يتضح عليها السخريه  وتحركت الاقدام وانخفض الصوت تدرجيا

 معلنه انسحابها   واغلق الباب  حرك فهد رأسه   يمينا ويسارا  ليبحث عن اى صوت
اخر يثبت وجود احد الى جواره  ,,,فتأكد تماما انهم يلعبون بأعصابه  قبل افتراسه

زفربهدوء كى لا تؤثر به خداعهم  وشدد من نفسه ويذكر نفسه بأيات قرأها من قبل
فى كتاب سماوى اسمه القران هذا كل ما تذكره عقله  أيه الكرسي

بسم الله الرحمن الرحيم
﴿اللَّهُ لاَ إِلَٰهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾
صدق الله العظيم

لا تعجب فهد قارئ  جيد قرأ الكثير والكثير من الكتب ومن بينهم كتب سماويه  بغرض
الثقافه فقط  لا للتدين  ولكنه شعر الآن انه بحاجه لتهدئة نفسه بشئ كان يريح اعصابه

فى القران تحديدا عوضا عن كل الجمل التى قرأها  فى جميع الكتب  العربيه أو المترجمه

_________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _____________

فى شقه صبحى 

كان الانهيار نصيب غزل  جراء ما حدث لزوجها ودفن سعادتها  فى مقبره الذكريات
كانت تزداد فى البكاء عندما تعتقد انها لن تراه ثانيا وقف والدها امام انهيارها عاجز

يهتف بمراره  وحزن :
_ لا حول ولا قوه الا بالله   ,,لا حول ولا قوه الا بالله

كانت سجى تقف هى الاخرى مكتوفه الايدى  لم تصبح هى الوحيده صاحبة الحظ العاثر
بل كان لأختها نصيبا تماما من حزنها   وسط صوت نشيجها  علت طرقات الباب

لتتحرك سجى بملل نحوه وتفتح بهدوء  لكن سرعان ما تبدلت تعبيرها الحزينه الى قلق
وخوف حدقت الى المنتصب امامها وكأنها ترى ملك الموت  ليهتف هو بصوته المغرور :
_ ايه يا عروسه هتفضلى بصالى كدا كتير  ما فيش اتفضل لعريسك ,,

كان ذلك الصوت الاجش صوت عون  استطاعت بصعوبه اتخاذ خطوه للوراء حتى تفسح له
الطريق  ابتسم لها  ونفد الى الداخل منطلقا نحو  غزل  :
_  ربنا يصبرك يا ست غزل   والله اللى حصل كان صعب علينا كلنا  شدى حيلك 

التفت غزل الى ذلك الصوت الخشن الغريب  وضيقت عينها تسأل بدهشه :
_ مين  دا ؟!

وزع عون نظره بينها وبين صبحى  وهتف موضحا :
_ انا عون  ,,خطيب سجى معلش بقى الظروف اللى حصلت فى الاخر دى  ,,, قطم كلماته
ما عرفناش نتعرف على بعض  ..

اجاب صبحى بأسف :
_   مش مكتوبلنا نفرح ,,,يلا كل اللى يجى من عند ربنا خير

زاغ بصر عون وهتف بجمله غير متوقعه :
_  ايوه خير هو حد يعرف الخير فين ؟ المهم دلوقتى فرحى اللى كان انهارده

جملته ادهشت الجميع  وبالاخص صبحى الذى هدر بحده :
_  هو احنا فى ايه ولا فى ايه  فرح ايه اللى بتكلم عليه 

لم يهتم عون لحد ته  واجاب بنبره بارده  :
_ فرحى ,,انت مش قارى معايا فاتحه  على كدا ولا ايه  نكتب الكتاب ونعلى الجواب
بقى

كاد صبحى ينفجر فى وجه من برودت اعصابه من رغبته فى تنفيذ طلبه متجاهلا كارثتهم
وبالفعل صاح به :
_ هو البعيد اعمى  ,,احنا فى كارثه  جوز بنتى اتخطف من تحت البيت  وانت جاى تقولى فرحك

قال عون  بفظاظه :
_ نصيبه  فين نصيبى انا بقى ؟!

نهضت غزل من مكانها محتجه على اصراره :
_  انت ايه  ؟ مجنون انت  هنعمل فرح ازاى فى الظروف دى ؟

اجاب عون بلا مبلاه :
_ مش مهم فرح مأذون ونمضى القسيمه واخدها ونطلع ع البيت  انا مستنى بقالى كتيررر

لطم صبحى كفيه  ببعض مفرغا غضبه بهم واشاح بوجه وهو يهدر بضيق :
_ اللهم ما طولك ياروح  ,,يا ابنى ما يصحش كدا الناس تقول علينا ايه ؟


انطلق عون نحوه  واستخدم يده فى اقناعه :
_ يقوله ايه احنا مش كان كدا كدا فرحنا انهارده والمعزيم جايين  يبقى هيتكلموا ليه ؟

ظل صبحى ينظر اليه بضيق من تصرفاته الغامضه وتسرعه المبالغ فيه فى اتمام الزيجه
ولكنه تذكر وصية والدتها باتمام زوجها تحت اى ظروف حول نظره الى غزل بعجز
فهتف على وجه السرعه بعدما فهمت  ما ترميه نظراته :
_ لا مش هيحصل  مافيش جواز هــيتم

_ لا هــــيــتم ,,,,,,,,,,,, قالتها سجى

هذه الاجابه الغير متوقعه من سجى نطقتها اخير لتقطع الجدل المحتدم بالموافقه

جعلت الجميع يحدق اليها بدهشه حتى  صاح  عون  مهلل :
_ الله اكـــبر ,,جات منها العروسه للعريس والجرى للمتاعيس

دحجتها غزل بنظره ناريه قبل ان تهتف بغضب :
_ انتى مش عارفه انتى بتعملى ايه ؟

وعاتبها والدها قائلا :
_ بقى كدا يا سجى عايزه تسبينا فى الظروف دى !!!

  ادارت ظهرها للجميع ومسحت دموعها العاجزه لقد تصرفت بغباء والغباء سحبها الى غباء اكبر
وهتفت بنبره مشحونه بالحزن :
_ نصيبكم ونصيبى انت مش لسه قايل  كل اللى يجيبه ربنا خير 

أيدها عون بفرحه :
_ عين العقل والله    هااا نجيب المأذون بقى  ؟!

________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _______________
 الملهى
بين توبا وتيم

 صدمته توبا بتسألها العجيب فمسح وجه بضيق من اكتشافها الحقيقه وتذكرها الماضى فى وقت حرج
ابتلع ريقه فتلك المفأجأه لم تكن فى الحسبان  لكنها باغته بسؤال آخر  (عن اخيه ):
_ أدم   فين ؟!

ضغط على رأسه فى ألم لقد عادت ذاكرتها وتجرد من شيطانه الذى يدعيه امامها   اندفعت بسيل
من الاسئله لا اخر له وبصراخ حاد وانفعال غاضب :
_ عملت فيا كدا ليه ؟ وليه ما قولتيش من الاول انك هو ؟ لى ضحكت عليا ؟ لى وجعتنى كدا ؟

ليه ؟ ليه ؟ لـــــــــــيه ؟  انـــــطـــق

 بدئت بدفع قبضتها فى صدره بغل لقد صدمها  ووجعها بشخصيته الجديد ه  لكنه لم يجد اى اجابه
على اسئلتها وقف كالصنم وبركاين الغضب تتفاقم بداخله ويل بين المأزق الذى حشروا به
وويل من صدمتها هى به 

ساد الصمت وعينيها معلقه بدموع فى عينه الجامده وقد تذكرت كل دقيقه وكل شعور مر بها منذوا ان التقت
به  مسح وجهه قاطعا هذا الصمت  بــ :
_ مش واقته دلوقتى المهم نخرج من هنا  وبعدين نتعاتب

هتفت توبا بأسف بالغ :
_ مستحيل ازاى قدرت تعمل فيا كدا 

زاد غضبه من اعتراض كل الاشياء السيئه طريقه وصاح بانفعال :
_ تــوبــه  ,,,  احنا فى مصيبه  لو ما خرجناش من هنا  هـــ ,,,,

صر على أسنانه فهو لا يتحمل حتى التخيل  مصيرهم الذى ينتظرهم

هتفت ببكاء دون إعارة غضبه اى اهتمام المهم مشاعرها التى تحطمت على يده :
_ عارف انا كنت حاسه بإيه لما رمتنى لرجالـتـك

صرخ بها محذرا من اخباره فهو يتمزق اساسا :
_ إيـا كـى  .. إسـكــتي 

استكملت كى تزيد وجعه  بقدر ما أوجعها :
_ كنت بتقطع  سكاكين الدنيا كانت على رقبتى

صاح بإهتياج اكبر وهو  يند فع نحوها دافعا جبهته  تجاه جبهتها  كى تحذر استفزازه وهو غاضب :
_ اســـكـــتى مـــا تـــكمــلــيش

سكتت عن ما أردت اكمله ولكنها لم تنسي أن تترك جرحا عميقا يهد قواه  وتبعثر رجولته أرضا :
_ انت عرفت تبقى شيطان لكن ما عرفتش تبقى ابن عمى  انت مش تيم  , تيم اللى اعرفه كان بيتخانق
لو حد ضايقنى  وعمروا ما رمانى لحد ينهش فيا  ,  انت قتلت  تيم اللى اعرفوا قتلت ابن عمى وانا هقتلك زيه

وزع نظراته  القلقه بين عينها  وقد اوجعته بما لا يحتمل ابتعد فى هدوء وسقط  ارضا  ليدفن يده الى وجهه
وهتف بكل أسف على كل ما حدث :
_ ياريت تنجحى وتقتلينى تعبت من كل حاجه تعبت من حياتى  من نفسي من شيطانى

______جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ___________________
 على الجانب الاخر

جلس عزيز على كرسيه خلف المكتب الفخم ينفخ دخان سيجاره الغليظ بشرود وفى مواجهته تجلس
رزان بوجه  يمتلئ بالضيق  هتف عزيز من وسط تفكيره العميق بـ :
_ مين يستحق يقعد على الكرسي دا بعد سلطان

انتبهت رزان فى التو الى جملته والتى تفهم منها انه سيعزل سلطان   هتفت باهتمام :
_  القصد من اللى حصل انه يعرف غلطه بس ,,,

اولها اهتماته وسأل بجديه كأنه لم يسمعها  :
_ فى حد تحت عينك يستاهل ؟

هدرت بارتباك ملحوظ :
_ لأ ,, انت عارف ان سلطان اكفئ الموجودين

نهض من مكانه على فجأه ولوى فمه قائلا بتحذير :
_ رزان ,, اوعك تكونى مفكره انى مش عارف انك بتحبى سلطان وانك لولا
انه اتمرد عليكى وعرف بنت تانيه ما كنتيش هتوقعيه فى الفخ دا ,,

تلون وجهها بكل الالوان وهى تحاول رسم الجديه وعدم الاهتمام بموته أو حياته  :
_   انا كل غرضى مصلحة الشغل  ,,

كان عزيز اقترب منها واصبح يلتصق بظهر الكرسي من خلفها  مال اليها  وهمس فى أذنها
بصوت أشبه بالفحيح :
_ انتى  كمان لازم تتعاقبى يا رزان  ,دورك جاى  بعد دور سلطان 

زاغ بصرها بقلق واجفلت عينيها بخوف  ,  فى المقابل اكتفى عزيز بذالك  وتحرك بعيدا عنها
ليلقى بأمر  :
_ روحى  شوفى البنت اللى معاه  ظروفها ايه  لو سليمه جيبهالى  ولو مضروبه نزليها الشغل

نهضت من مكانها تسأل بقلق :
_ طيب وسلطان   هتعمل  فيه ايه ؟!

_  هسيبه شويه لما يتأدب  ويعرف مين انا وبعدين يرجع يشتغل فتره مؤقته لحد ما نجهز
مدير جديد  ’’’لوى فمه واستردف بسخريه ,,,, واهو بالمره يعلم قطته الجديده على الشغل

______________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ______________

لدى عبود

لم يترك  احد من كبار السوق الاسود  الا واستنجد به لتخليص فهد من يد الشرقاوى 
لكن الجميع كان يرفض بشده التدخل لعلمهم  بغضب يمين من سارقه وجحيمه الذى
ينتظره فى قلعة من قلاع الشر  التى تخص يمين الشرقاوى

ازاح عبود هاتفه عن أذنه وهو يهتف لحقى الجالس امامه بصدمه :
_ مافيش حد راضى يدخل ,,, اخوك راح

كان شعور حقى متضارب بين الفرح والحزن حقيقى انه كره فهد كره العمى ولكنه
حزين لنهايته المأسويه وربما لا إنتهاء امر من كان يعطيه لذه الحياه ,وسعيدا
بإنتهاء منافسه دون ان يخسر هو

 سكت تماما امام تأرجحه بين الحزن والفرح   حتى لطم والده الطاوله التى بينهم بعنف وصرخ مهتاج به :
_ انت ساكت كدا ليه ... اخوك راح اتصرف

هدر حقى بنبره مرتبكه :
_ وانا اعمل ايه يعنى ما ابنك اللى على طول بيعمل

صاح عبود منفعلا :
_ فعلا هو اللى على طول بيعمل  ولو كنت انت اللى مكانه ما كانش زمانه هيبقى قاعد كدا
وحاطط ايده على خده زى الولايا اللى زيك

انتفض حقى عقب انتهاء جملته وقال مغتاظا :
_ عشان كدا لو عندى صرفه مش  هتصرفها ,, اهو راح ابنك الحيله ومافيش قدامك غيرى
يلا بقى اتعامل   فهد الاسطورة  انتهى ما فيش غير حقى ينفع ولا اروح ارمى نفسي تحت القطر
عشان  ترتاح

مسح عبود وجهه  بضيق فهو يعرف فرق القدرات الشاسع بين حقى وفهد  والذى لم يستطع اخفائه
فى المعامله ولا حتى الكلام   مسح جبهته وهتف بتعب :
_ روح يا حقى لحالك وسيبنى فى مصيبتى  انا هتصرف , بس خلى عينك على الحرجاوى     
  ومرات اخوك اوعك البنزين يجى جنب النار البت حامل بإبن فهد  يعنى تخصنا وحرجاوى
الكلب دا افوقله   وانا هخليه يكره اليوم اللى خرج فيه لدنيا

تحرك حقي مستجيبا لقد حصل على غريم جديد ليتلاعب به ويضيع وقته  الفارغ بالتسليه معه


__________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _________

على الجانب الاخر

كانت جودى وباقى الفتيات يشعرون بحركه غير طبيعيه بالاعلى  من حيث حركة الحرس
الغير منتظمه والارتباك الملحوظ فى وجوهم وعدم انضباطهم فى موعد خروجهم للملهى

هتفت جودى بشك :
_ مش ممكن فى حاجه غريبه بتحصل انهارده

هدرت مرمر هى الاخرى  :
_ اه فعلا محتاجين واحده سالكه  تعرفلنا الحكايه 

توجهت انظارهم نحو زميلتهم  آسيا  والتى فهمت مقصدهم على الفور
آسيا :
_ حاضر هعرفلكم الاخبار 

تحركت نحو الباب وطرقته بقوه ليجيب الحارس الذى خلفه قائلا بحنق  :
_    عايزين ايه  ؟!

هتفت آسيا بنعومه كى يميز صوتها  :
_  انا يا عزام  ,,,, عايزاك

لم يغب كثير وبالفعل فتح الباب متلهفا فهى تعرف جيدا كيف تروضه لحسابها
ازاح الباب بينهم  وقلب نظراته الجامده بالجميع محاولا الثبات امام اغرائها

فدفعته للخارج برفق وحاوطة عنقه بدلال وهى تسأله  :
_ ايه ما وحشتكش ؟!

تهجدت انفاسه وابتلع ما تبقى فى حلقه  وهو يجيب   :
_ وحشتينى  خالص بس مش وقته الدنيا مقلوبه فوق

ابتسمت آسيا لقد امسكت طرف الخيط سريعا دون ادنى مجهود :
_ ليه  ؟!

هدر وهو يلتفت حوله بقلق :
_ رزان قلبت التربيزه على سلطان  و  عزيز   وناوى يخلص عليه  عشان البنت اللى خرجها من الفندق

سألته آسيا بقلق :
_ والبنت اللى معاه عايشه  ؟

هتف على الفور :
_ اه عايشه وكلها ساعات وتبقى معاكم    

سحبت آسيا يدها  من عليه وهتفت وهى تحذر :
_ يعنى انت عايز تفهمنى ان  سلطان فى اوضة الاعدام

عزام :
_ طبعا يا آسيا عزيز  هيخلص عليه  الرجاله كلهم فوق عشان كدا

ابتسمت له بلطف ثم هتفت :
_ على كدا ما فيش شغل انهارده

بادلها الابتسام قائلا :
_ هتطلع فوق بس لما الجو يروق ,,

عادت آسيا الى مكانها واغلقت الباب من ورائها ,,
        
_________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ____________

فى شقه صبحى

انطلق عون دون انتظار اجابة احد لجلب المأذون  وجلست سجى بحسره امام المرأه
لم يكن لها نيه فى التزين أو ارتداء فستان ابيض  اجشت فى البكاء وتهيئت  للموت

الذى سيخلصها به "عون " من الحياه بعدما يعرف الحقيقه  واختارت ان تسرع فى ذلك
حتى ينتهى كل شعورها  الخانق  بتأنيب الضمير  , لم تكن غزل مهيئه نفسيا لإنقاذ اختها

من هذه الكارثه لقد كانت   على حافة الجنون من خطف زوجها امام اعينها وسلبية عائلته
فى التعامل مع الامر ,,

دخل عون الى الشقه من جديد وبيده المأذون  يهتف متهلل :
_ اتفضل يا مولانا اتفضل

نظر صبحى الجالس على الاريكه بيأس من اصراره على اتمام الزيجه اليله  لم يبدى رفضه
الذى بداخله وشعوره بالغابطه تجاه هذا الشخص , لكنه مجبر على اتمام وصية زوجته ورغبة

ابنته لقد عانت  من اشهر بعد زواج اختها  ووفاة والدتها لعل تلك الزيجه تسعدها ,,

نهض من مكانه ليطرق غرفته بناته مناديا بإسم غزل :
_ غزل ,, غزل

ازاحت غزل الباب بعدما سمعت صوت والدها  اخفض بصره عن وجهها الباكى بخجل
تام من اتمام عرس فى اشد احزانها  وقال مرغما :
_  المأذون جه ,,
اكتفت بالايماء واستدارت الى موضع سجى والتى لم تختلف حالتها عنها كثيرا
استدار والدها هو الاخر الى عون والمأذون

 وهتفت  غزل بانفعال :
_ انتى لو ما رجعتيش عن اللى فى دماغك دا انا هكسرهالك

رفعت سجى وجهها   وهدرت بنبره حزينه :
_ خلاص يا غزل كلها شهور بسيطه وبطنى تكبر ,تكبر وانا متجوزه ولا انا قاعده هنا
انا هستحمل  كل حاجه بس ما اكنش سبب فى موت حد تانى منه لله اللى كان السبب

شعرت غزل بمعانات اختها ولكن ما تقبل عليه انتحار وليس زواج قد يقتلها عون فى اليله الاولى
هتفت بقلق ما إن طرأت الفكره على رأسها :
_ ممكن يقتلك ,,
اجابت سجى ببرود :
_ ومين قالك انى عايشه صدقينى الموت ارحملى من الحياه

امسكت غزل منكبيها فى محاوله لارجاعها عن قرارها :
_ سجى  بلاش ونكمل التمثليه اللى خطتنها سواء

ربت سجى على يدها وهى تبتسم ابتسامه متألمه :
_ لا كفايا عليكى كدا يا غزل  ربنا يرجعلك جوزك بالسلامه وتعيشى وتهنى معاه

شردت غزل فى مصيبتها الكبرى ولاح فى ذهنها شيطان يغيظها بإن فهد لن يعود وستبقى
وحيده للابد ,,,,

______________جميع الحقوق نحفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا __________

خرج الحرجاوى اخير يرى نور الشمس بعد مده طويله من احتجازه فى قصر يمين 
رفع يده الى عينه ليخف قوة الضوء المفاجئ فدفعه احد الحرس قائلا بحزم :
_ يلا امشي من هنا  ,,ابعد بسرعه قبل ما نرجعك تانى لجوه

تحرك بخطوات ثقيله لقد كان خروجه من القصر بمثابة الخروج  من القبر  نجح فى الايقاع
بغريمه الذى كرهه بلا سبب وتبقى له اعمال كثيره ليتوالها براحه بعيدا عن أى فتوه غيره

___________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ___________

فى الملهى

دخلت رزان الغرفه التى يحتجز بها سلطان وتوبا  ورسمت على وجهها الجمود  بالطبع لن تفوت
مشهد سقوط  الشيطان  رفعت طرف ذقنها بترفع وهى تشير بها نحو توبا قا ئله  :
_ انتى  تعالى  ورايا 

زاغ بصر توبا بينها وبين تيم والذى نهض سريعا ووقف فى وجهها  :
_ رزان  ,, انتى هتعملى ايه  ؟!

زوت ما بين حاجبيها واجابته بهدوء :
_  اللى المفرض يتعمل من اول ما جات  هخدها لمنعم يكشف عليها ,,

تسارع نبضه بقلق من تكرار  محاربته لاجلها  انه يموت  فداء لها ولا يمسها احد 
 واستشعر طعم المهانه  لتخيل مصيرها الذى سبقوها به الآف  وتغير لون بشرته للاصفر
 وارتجف صوته وهو يهدر :
_ رزان  ,,

كان ينوى التودد اليها بنعومته  المعهوده لكنه حدق نحو توبا واستصعب الامر فى وجودها
هتف وهو ينظر الي رزان :
_ تعالى نتكلم بره

امسك كتفيها كى يحسها على التحرك  لكنها دفعت يده وهى تحدق الى توبا  بعدما فهمت
نواياه بسهوله فى استمالتها  هدرت ببرود :
_ لا هنا  ,,الى عايز تقوله قوله هنا  

وضعته فى مأزق بين المحافظه على شعور توبا  وبين الحفاظ عليها  وبدون تفكير قرر ان
يتخلى عن المحافظه على شعور توبا   فهو يعرف نقاط ضعف رزان وبالفعل حاول استغلالها

اقتراب اكثر كى يستخدم  قواه  الناعمه فى  احادتها عن قرارها فى أخذ توبا :
  _ انا سلطان  وعدنا اللى قطعنها على بعض  انك تفضلى اميرتى  وانا السلطان

كانت عين توبا ترصدهم بدهشه ولا تعرف سببا للنار التى نشبت بيمينها  رقبتها رزان
بدقه  واسطنعت التجاوب مع سلطان فقط لزيادة احراقها

غمغمت بنبره ناعمه :
_ اه ..... يا سلطان ما انت اللى نسيت

اجفل عينه واقترب من عنقها ليطبع قبله  خاطفه وتبعها بـ:
_ ما نستكيش انتى  اللى نسيتينى 

احتضنته رزان  بلطف وهى تمثل بمهاره وكأنها اقتنعت  لكن نوايها الخبيثه تجاه توبا

 وعلى الفور نهضت  توبا بغيظ مما يحدث  وهدرت بإنفعال  وهى تجره من يده من امامها :
_ انت ايه ؟!  الماده الخام للوقاحه  ايه اللى بتعملوه دا  ؟!

مسح سلطان جبهته بضيق من افساد خطته فى اقناع رزان بتدخل توبا الغير متوقع

لكن رزان اسرعت وامسكت خصلة شعرها بغيظ  كانت تخفيه وبات الآن محله :
_ انتى ايه يا بت انتى مستقويه بمين  ؟!  انا افعصك تحت رجلى  وما تفتكريش عشان
سلطان خدك وخرجك الفندق يبقى  ليكى, سلطان انا اللى جبته ونضفته لنفسي قبل اى حد

امسك سلطان يدها بقوه حنى لا تؤلم توبا  وعادت نفس حيرته إن دخل الآن فى حرب مع رزان
سيخسر بالتأكيد  حاول دفع يدها  بينما هى استمرت تهدر بانفعال :
_عمر ما حد ياخد مكانى  ما اتــخــلــقـش 

لم تستطع توبا تحمل غيظها اكثر فصاحت هى الاخرى  بحده :
_ لا اتخــلــقت واقــفه قــدامك  يمكن سلطان اللى خلقتيه   حبك  وبقى عبد ليكى
لكن تيم بـتاعـى انـا وحـبنـى انـا  واتـجـوزنـى انـا  ,,

ارخت رزان يدها عن شعرها بذهول  بينما اجفل سلطان عن ما هدرت توبا لقد قطعت كل
الطرق بينه وبين رزان

نادت سلطان  دون تصديق :
_ معقول اللى بتقوله دا ؟

     لم يجيبها واشاح بوجه عنها كى يظبط كل الجلبه التى فعلتها توبا  لكن رزان كررت قولها بإهتياج :
_ الـــــــــــكــــلام  دا حــــقـــيـــقـــى  انت اتـــــجـــوزتها 

نظرت توبا اليه وهتفت هى الاخرى  بآسف :
_ اتجوزت سلطان بتاعك   بس مــلا قـتـش  تيم  اللى اعرفه 

سحبتها رزان من ذراعها بعيدا عنه هنا تحفز تــيــم  للمدافعه الصريحه عن توبا  ,,,
ما كان ليفعل هذا ابدا لولا أنها استثناء ’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, الى القاء فى الجزء الثاتى (لا نــها إستــثــناء )


_____________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ____________

حبيبى رجل استثنائي _ سنيوريتا ياسمينا احمد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

"الثانية عشر " "كـــــــــــشـــــف الــــــــــمــــــــــســــتـــــــور"

التاسعة من ملكة قلبة

الحادية عشر