الخامسة عشر

"الخامسة عشرة " بدأت البحث عن عمل بالشوارع والميادين أخذت معها والدتها حتى تعرف مكان العودة بحثت فى كل زاويه، لكن الأمر كان صعب للغاية الحصول على وظيفة دون متاعب مستحيل. بعد أيام كانت تخرج صباحا وتعود مساء مع والدتها التي تعنفها على تضيع الوقت والجهد وتوبخها ب: -يا بنتي لزومه إيه اللف ما الوظيفه فى بيتك ولا انتي متكبره على الشغل لمحت "ملك "اعلان على باب محل يطلب آنسه متفرغه للعمل فأشارت عليه وامسكت بذارع والدتها وهي تقول : -فى محل طالب بنت اهو تعالي نشوف. تحركت معها والدتها وهي تقول : -يلا اما نشوف اخرتها. دخلت إليه "ملك "وبدأت تعاين المكان المعبي بفساتين الزفاف والسوريهات وكل ما يلزم العروسة، نظر الرجل إليها نظرات فاحصه عندما تقدمت تهتف بحماس: -انا جايه عشان الإعلان . سكت قليلا وهو يحدق بها ويشملها بنظراته، بعدها أجاب بسؤال : - اشتغلتي فين قبل كده ؟ ردت "ملك" بخيبه فالاجابة قد تكون سبب فى رفضها قبل قبولها : -ما اشتغلتش. سأل متعجباً: -يعني دي اول مرة ؟ حاولت "ملك" اقناعه حيث قالت: -بس انا شاطرة وبتعلم بسرعه. نظر لها مجددا نظرة تقيميه ثم قال : -طيب هشغلك بس بشرط ؟ ردت والدتها هذه المرة والتي لم ترتاح كليا إلى هذا الرجل ولا العمل بأسره : -اي الشرط ده ؟ تحولت نظرته للست البسيطه المتعلقه بيدها والتي لا تشبه تلك المتانقه في بدلتها القيمه امام عباءها الرثه واجابهم بحده: -الشغل من عشرة الصبح لعشرة باليل ردت "هبه" باستنكار : -وعلى كده هدفع كام ؟! كانت "ملك" مستعدة للعمل الشاق بعدما رأت ويلات العمل بالمنزل، اجاب الرجل : -هديها فى الشهر الفين جنيه، بس لو عرضتلي الفساتين ممكن اديها الف كمان . سألت "ملك" دون فهم : -يعنى اي اعرض ؟ اجابها الرجل بابتسامه واسعه: -بتلبسي الفساتين ونعملك صور وفيديوهات، ونزلها على النت يعني تبقي موديل المحل . لم تردد "ملك" ابدا بالموافقه كانت راضيه على الاقل لن تضطر لارتداء ملابس من ابنة جارتهم تعطيها ما ترميه بالقمامة، ولن ترتدي ملابس من مال "يونس" الذي حرمته على نفسها وعلى اثر ذلك بدأت العمل . "جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد 👑" "لدى يونس " بدأ يدير شؤنه من داخل الاسكندريه إلا أن مشكلات العمل والتي لم يكن يعلم بها بدأت تتضاعف، الان يمسك برأسه أمام جهازه اللوحي يوصل الليل بالنهار فقط ليحل جزء من كل ما فاته وهو بغيبوبته. خرج بعده حلول كي يتخلص من "فادي الحداد " ويستعيد وضعه داخل شركاته سيخسر نعم لكن ليس بمقارنة ما قد يخسره بوجود "فادي "داخل معظم اعماله، نفخ بتعب وتحرك بكرسيه يمنيا ويسارا ثم إعتدل ليمسك بهاتفه حتى يتحدث مع أخيه "فريد" ويخبره بقرار هام على الفور تحدث "فريد" بتعجل وكأنه وجد طوق نجاه : -انت ناوى تطول عندك ولا ايه ؟ اجابه" يونس" بجمود وانزعاج لم يختفى أثره عندما صدق إتهام زوجته عليه: - شوية، عايز حاجه؟ تردد الأخر فى إخباره وقال بعد فترة وجيزه: -ايوه هو الصراحه كنت عايز أقولك إن ...ااا -إن إيه خلص .. ؟ أجابه سريعا متحسبا : -فادي الحداد بقى شريك معانا في اكتر من مجال بنسبة خمسين بالمئة. كان على علم بهذه الكارثه لكنه متعجبا من تأخر بإخباره، سأل ببرود : - انت اللي وافقتله على كده ؟ ارتبك قليلا قبل أن يجيب مبرءا نفسه: -انت كنت تعبان وبين الحيا والموت وو... قاطعه "يونس "بنبرة يائسه: - وقولت إني هموت . وضع نقطة بكل يسر بينهم، لكن الألم الذى بداخله لا يوضع له حد وضع رأسه بين كفيه لم يستمع "فريد" لشيء مما جعله يسارع بالهتاف : -والله يا يونس انا ما كنتش عارف اتعامل معاه دخل بالنسبة وبعد كده ما اعرفتش اعمل ايه ؟ خرج" يونس " عن صمته بطريقه حادة و زعق بنفاذ صبر : -تقوم تدفن رأسك في الرمل حتى لو كنت هموت تدفن رأسك فى الرمل ؟ لم يجيبه "فريد" وسكت يملئه الخزي، فأسرع "يونس" بإصدار الأوامر : - كل العقود والامضائات تبعتلي بفاكس، وبلغ المحامى انك مجرد عميل في الشركه مش شريك، واكتب عقد جديد ليك. صدم "فريد" بنفيه السريع وبهت من كم أوامره يتحدث بسرعه وعصبيه استعصى عليه معاتبته؛ لذا قبل بإقصائه فبالاصل المال مال "يونس" وهو من قرر بالبداية أن يشاركه ويضع كل ثروته تحت يده. "جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد" "بالمحل " عرفها "شوكت " على الأسعار وكيفيه اقناع الزبائن وطمئنها ان روادهم دوما من الطبقة الراقية، وان الصور والفيديو التي ستصورهم سينقلهم إلى مكان آخر والذي اهم شرط به هو القبول والقالب وبنظرته الفذه رأي ان "ملك" مناسبه جدا لهذه الفكرة ربما قبل لهذا السبب بالتحديد فهو كان بحاجه لجسد طاغى الأنوثة ليعيد إلى فساتينه الروح عوضا من المانيكان الخشبي الذي لا يجذب المتابعين للمحل فتسائل: -فهمتي يا ملك الشغل ماشي ازاي ؟ اجابت بسرعه: -ايوا فهمت . رد وعينه تشع بالحماس للتجربه: - يلا بقى اطلعي الدور اللي فوق والبسي الفستان الأسود ده . ختم حديثه بأن أشار إلى أحد الفساتين السواريه الخاصه بالمحل، تمعنت بتفاصيله وادهشها لقد كان شفاف الايدي، ضيق الخصر منفوش الذيل مفتوح الصدر يعني يحتاج أمراة غير محجبه. عادت تهتف بتردد: -بس ده مش هعرف ألبسه داا ؟ قاطعها بحده : -انتي جايه تشتغلي ولا تتأمري، بقولك ايه احنا اتفقنا وبعدين انا بقولك البسيه للصور مش روحي بيه، البسيه وبعد كده ابقي البسي طرحتك وامشي بيها . كانت "ملك" متشبثه بفكرة العمل وان كان عليها تقديم تنازلات للعمل كما فعلت لمسح درج العمارة فستتنازل لترتدي فستان لتصوير فقط . أؤمأت بالقبول وهي ترد : -خلاص هطلع. أخفى شبح ابتسامته هو أيضا وعرفها قائلا: -اطلعي وعلى ما تخلصي هكون جبت المصور . "جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد" "فى بيت هبة " "نجاح" اتت إليها لتعلم ما هي قصة الفتاة التي تقول إنها ابنتها، عندما ابلغتها بالهاتف لم تترك سؤال إلا وسألته إلى أمها، وضعت اطرافها اسفل ذقنها وسألت بفهمها المحدوده : ‏-وانتي ايه عرفك انها بنتك مش يمكن جاية لغرض . أجابت "هبه" وهي تضحك ملوحه بسخريه : -يخيبك بت ايش ياخد الريح من البلاط، البت نسخه مني، بس لو ما كنتش اتبهدلت الفرق بيني وبينها انها مرتبيه فى عز فتلاقي رسمة عينها شبه عيني بالظبط بس عينها بتلمع عيني انا مطفيه الرمش واصل للحاجب والحاجب كاسي العين وساتر انما انا الهم كاسي العين، والبق بقى زي الفراولة، وخدودها من كتر الدمويه زي التفاحظ انما انا يا حسرة الفقر والذل مصوا دمي، والشعر الأسود سواد اليل واصل لاخر ضهرها دى زي بالظبط كأنها انا وانا صغيره قبل ما اتجوز المتعوس ابوكي . ردت "نجاح" بتعجب من اعجاب والدتها بالفتاة التي تعرفها بأنها أختها: - واحنا بقى ياماه وحشين ولا وحشين . زعقت "هبه" بجدية: -انتي شبه عمتك وغبيه زيها. نجاح" عن انيابها وعلا صوتها قائله: -يوه ليه الغلط يا اما ؟ اجابتها "هبه" بيأس وهي تنفض رأسها: - ما انتي مش مصدقه انها بنتي هو فى حد عاقل يجي يسكن هنا ويتلزق فى الاوضه الايجار اللي تحت سلم هتكون طمعانه فى ايه فى الورث مثلا . بمنطقية شديده كانت تستنتج "هبه" ان "ملك" ابنتها عوضا عن الشبه الكبير بينهم رغم ذلك لم تقتنع "نجاح" وسألت بسخريه: -وهي فين بت الذوات؟ اجاباها والدتها : -بتشتغل فى محل ملابس سوريهات وبدل عرايس ؟ طرقت الباب يد اخري متعجلة وسرعان ما فتحت لنفسها بالمفتاح واسرعت بالتحرك صوب امها وهب تسأل: -ازيك يا أما ايه الحكايه كلمتيني في التليفون مافهمتش اي حكايه البت اللي رجعت دي. كانت هذه "سمر ' المتعجلة دوما والتي قالت جملتها وهي تقبل اختها " نجاح" ردت "هبة" بعصبية: -يووه انتوا هتخوتوني قولت ليكم اختكوا عايشه استنوا بقى لما تيجي وابقو اسألوها ؟ سألت "سحر" وهي تنظر لاختها باستغراب: -هي فين دى ؟ اجابة نجاح : -بتقول بتشتغل. جلست "سحر" بينهم في نفس الاريكه وسألت بتعجب: -ما تفهمينا يا أما في ايه ؟انا فاكره انك خلفتي بت وانا عيلة وبعد كده خرجتب بيها ما رجعتيش . لوت "هبه" فمها لكلا الجانبين وصاحت : -ابوكي يا اختي، ابوكي قالي مش هربي عيال تاني روحت احطها في ملجأ وسيبتها هناك . اشارت إليهم مضيفه : -اديكم عرفتوا لما تيجى مروه ومنال قوليلهم كفاية بقى خوتوني . "جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا 👑" "لدى يونس" تابع بغضب كل ما خطة إمضاء "فريد وفادي" لم يتخيل ابدا أن يدخل إلى عالمة كالسرطان مستغلا ملازمته للفراش فى التو بدأ العمل والتفكير فى مخرج وما داما "فادي" تطاول على ممتلكاته بالخبث هو أيضا سيتطاول عليه بالخبث ولكل جواد كبوة وبالتأكيد "يونس" سيستغل هذا لصالحه. دخل إليه "عزمي" والذي أتى إليه بآخر الاخبار وقد اتضح على وجهه الانزعاج مما سيخبره به، خاصتا وهو يبدو فى مزاج غير جيد، استمر بالصمت، وتابعه وهو ينظر إلى جهازه الوحي بتركيز . بدأ" يونس "الحديث وهو ينظر لشاشة الجهاز من أمامه يبدو ظاهريا فى قمة تركيزه لكنه قادرا على التفكير فى اكثر من شيء بوقت واحد : - الولد اللى إسمة مرغني ده جبته في المخزن زى ما قولتلك ؟ جاوب "عزمي" وهو ينظر له بتدقيق : ـ ايوه موجود زي ما حضرتك طلبت . حرك رأسه بهدوء وأصابعه تركض على الأزرار من أمامه وكأنها في سباق، قال قبل أن يصدر الأمر الآخر : ـ تمام سيبه لما أفضاله، المهم اطلع على السجل المدني واعمل تعديل قيد فى اوراق "ملك" ومعاك كل الورق غير أسمها من ملك فريد الدهبي لملك عطا سعيد بركات " اخيرا رفع رأسه إلى "عزمي" ليناظره بعيناه ويؤكد على حتميتة التنفيذ، أجاب "عزمي "وهو يحاول إخفاء ضيقه من الأخبار التي يحملها إليه قال بإذعان: - اعتبره حصل. لا ينساها حتى وهو في ذروة انشغاله، سأله وهو يتطلع إلى وجه الذي لا يبشر بالخير : -اي الاخبار انهارده ؟ لاحظ أنه لهى نفسه بالعودة للعمل وكأنه يخشى أن يبدو على صفحة وجهه تأثير تحدث" عزمى" وعينه مثبته عليه بقلق : - اشتغلت فى اتليه ملابس مستلزمات العروسة، الراجل اللي ماسك المحل سمعته مش قد كده عنده صفحه على الفيس بوك بيعرض فيها شغله، ناس كتير مش بتحبه . توقف" يونس " عن الكتابة على لوحة المفاتيح وأجفل لثواني لا تتوقف عن أذيته لا ترحمه ولا ترحم قلبه، بعد صمت، قال بنبرة تمتلئ بالتعب: - سيب العنوان وامشي . مال "عزمى" ليكتب على جانب احد الاوراق العنوان، وهو يلاحظ كم غبطته التي ظهرت على وجهه من المستحيل ان يرى له أي تعبير إلا عند ذكر إسم "ملك". "جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا 👑" "ملك" ارتدت الفستان والذي أبرز مفاتنها التي كانت تخبئ فى الملابس اليومية، أسدلت شعرها الطويل خلف ظهرها كي تغطى على الفاتحه الواسعه من الخلف ووقفت امام المرآه الطويلة تنسق الحذاء مع الفستان . سمعت صوت اقدام تصعد الدرج الخشبي فالتفت سريعا، وكأنها تخشى أن يظهر ما تعرى من ظهرها لأى شخص مهما كان. ظهر "شوكت" مناديا باسمها : -خلصتي يا ملك ؟ ردت متعجبه من سؤاله بعد اقتحام المكان: -ايوه. تبعه شخص اخر بيده كاميرا تصوير يدويه، وقعت عين "شوكت" على "ملك" بهذا الفستان الأسود، والذي ضافت إليه أكبر من قيمته واتسعت عيناه بانبهار وظهرت ابتسامته على وجهه بانتصار لظفره بتلك الفتاة الجميلة التي ستحي تلك الفساتين الباليه وتحولها لشيء آخر يتهافت عليه الزبائن خاصتا إذا وسع انتشاره عبر الشبكة العنكبوتية. مال إليه المصور والذي حمل نفس تعابير الإعجاب وسأله هامسا: -جبتها منين حتة القشطة دي ؟ علا صوته وهو يفتح يديه مرحبا : -ملك، اعرفك بهيما المصور . أؤمت برأسها بترحاب وهي لأول مرة تتعرض للحرج بهذا الشكل لو أن والدتها بقيت لكان تغير الأمر . هتف "شوكت" وهو يدنو منها : -‏الفستان تحفه عليكي يلا بقى يا جميل اتمشي بيه، وهيما هياخدلك كام صورة وفيديو. بدأ" هيما "في توجيها لضبط الحركات محاولا إظهار أكثر تفاصيل للفستان : -هاتى شعرك على جنب قدام كده يا ملك . تنافى هذا مع رغبتها بإخفاء ظهرها العاري، لكن تحديها فب الاستمرار كان يحتاج إلى تنازال، نفذت طلبه وهي تزداد حرجا وتلاه بأمر أخر : -ايدك في جانبك واتمشي بقى تلات خطوات لقدام وانتب رافعه وشك للكاميرا. استدعت شجاعتها لتنفذ ما قاله وخطت خطواتها الأولى نحو اهدافها بالوصول . "يونس" هذا الأسم اول من أضاء برأسها مع أول فلاش للكاميرا، بداخلها غضب شديد منه لا تعرف كيف تصرفه، تعلم ان ما تفعله يغضبه ولأجل ذلك هي مستمرة تريد أن تنتقم منه وليس لها حيلة إلا نفسها طيلة حياتها و"يونس" هو كل شيء بالنسبة لها أب وأخ وصديق وحبيب يقوم بكل الأدوار دون أن يخل بأي دور مشاعرها تجاه كانت مشتته قبل ان تعرف الحقيقة، وما تمنت احدا مثلما تمنته ولا رأت رجلا مثله ولا يقارن بأي رجل مهما كان.. صوت خطوات عدة جذب انتباه "شوكت" والذي طل من الأعلى على مدخل المحل واستدار ليقول بتذمر : -زباين هو ده وقته عموما المرة الجاية هنقفل المحل علينا وقت التصوير انزلي يا ملك شوفي. نظرت حولها بقلق واعرضت عن فكرة تبديل ملابسها لأنهم من الواضح سوف ينتظروها هنا، اتجهت صوب الدرج لتخطوا للاسفل بينما خطوات أخرى تخطوا للأعلى . تحجرت قدمها أثناء النزول عندما رأت "يونس" بهيبته يصعد فى اول الدرج . تعلقت عينه بها ولأول مرة يراها بهذا الشكل كل عام كان ينتظرها اسفل الدرج ليكون اول من يرى فستان عيد ميلادها مسح على ما ترتديه بنظرة غاضبة ومندهشه من تخليها عن حشمتها التي طالما أمرها بها، نادها بنبرة تمتليء بالتعجب: -مـلك !! بللت طرف شفاها وحاولت الصمود أمسكت بالتربزون الخشبي كي تستمد قوتها منه، فقلبها ينبض بسرعة حتى ظنت أنه إستمع له، ظلت تخطو للاسفل وهو ثابتا بمكانه حتى اقتربت منه، وجاوبت ندائه بأليه شديده: -أساعدك بإيه؟ تحاول مجاراة الأمر بشكل عادي بينما هو غير عادي كلما اقترب منها خطوة ابتعدت هي أميال، وقوفهم هكذا أشبة بساحة حرب يقف كلا منهم في انتظار الاقتناص من الآخر، صر على أسنانه وأجاب ساخر : -طول عمري انا اللي بساعدك مش العكس ولو عايزه تساعديني بجد تبطلي عناد . أمعنت النظر بعينه السوداء وكأنها اول مرة تراها ومع ذلك استمرت بالعناد هاتفه بنفس السخرية: -حضرتك تقدر تشتري اي فستان من المحل، لكن ما تشتريش العمال . لقط سريعا عنادها وقبل أن يرد على جملتها قاطعهم صوت "شوكت" متسائلا : -ملك خلصتي ؟ لم تخف بحياتها منه بقدر هذا الخوف من نظراته التي توزعت بينها وبين " شوكت " ادرك لتو انها لم تكن وحيدة وأن بالأعلى غيرها، وهي تقف بملابسها هذه امام شخص آخر، عاد ينظر إلى فستانها نظرة غاضبة وسأل بعصبيه: -بتعملى إيه هنا ؟ ارتعش فاها قبل ان تجيبه : -بـ…بشتغل. قبض على ذراعها بقوة واتضح عليه الجنون وعنفها ب: -ليه تشتغلى ليه ؟انا قصرت معاكي فى إيه وإيه الشغل اللي يخليكي تلبسي كده قدام راجل غريب ؟! تأوهت من قبضته ربما هذه المرة الأولى التي يعنفها بها بهذا الشكل وتحت وطأة غضبة وخوفها جاوبت على كل أسئلته : -أولا مش عايزه منك حاجه، ثانيا ده صاحب المحل مش راجل غريب. جذبها باتجاه ليمحي المسافه بينهم، لكنه لم يلاحظ أبدا أنها ليست على ارض سويه بل تقف على الدرج ولهذا سقطت على كتفه تشبث بها حتى لا تسقط وعندها شعرت انها تريد أن تجهش بالبكاء تريد أن تظل ساكنه للأبد فى أحضانه، تريد ان تشتكي منه إليه، لكنه كان صارم غير متأثر بوجودها بأحضانه غضبه كان يسيطر على كل المشاعر، ابعدها عنه وصاح بها : - لو عايزه تشتغلي تعالى واديكي اللي انتى عايزاه... قاطعته بعصبيه : - ‏مش عايزه منك حاجه . غضب من عصبيتها واحتد قائلا وهو ينظر بعينيها : -خلاص شاركيني انا برأس المال وانتي بالمجهود ؟ وبتعند شديد ورفض قاطع أجابته: - مش هاخد منك جنيه لازم تفهم انك عــــدوى أكـــــبر عـــدو لــيــا . ترك يدها فقد أغضبته بشدة وبات مستحيل عليه أن يتحمل عنادها ترك عواطفه جانبا وبدأ يتشاجر معها : -انتي بتعادي اكتر انسان على وش الأرض يهمه مصلحتك، انا مش عارف من إمتى وانتي غبيه كده ! تجاوزته لترك الدرج وعند التفافها لاحظ تلك القصة التي تشكل رقم سبعه وتظهر مفاتنها فإشطاط أكثر وزمجر بجنون: - اقلعي الزفت ده ما اشوفكيش تاني بالشكل ده ؟ وبرغم من أن جنونه ونبرته الحادة اخافتها؛ إلا أن العند الذي لا دين له جعلها تكابر وهي تلتف إليه بحده: -انت مالك بيا كنت ابويا، اخويا خطيبي، مالكش دعوة ما تدخلش في اي حاجه تخصني . احتد هو الاخر وكل همه هو أن تنفذ الأمر : -لأ يخصني ما اسمحلكيش تعملي كده، لما أموت ابقى إعملي اللي انتي عايزاه. تدخل شوكت والذي هرول على صوتهم العال : -فى اي يا استاذ ؟ تجاهله الثنائي فكلا منهم فى خضم مبارة شرسة بدون قوانين، علقت ملك على حديثه بعناد: - لأ هلبس وهعمل اللي عايزاه وانت مالكش عليا كلام . اختلفت" ملك" بعد صدمتها الأخيرة بالأمس كانت تستمع لحديثه بكل خنوع الآن كل ما تفعله هو العناد، زعق هو الأخر بشرسه: - لأ ليا كلامي هيمشي عليكي غصب عنك، وامشي اقلعي الفستان ده . لم يفهم "شوكت"سبب كل هذه الهوجاء والانفعال من كلا الطرفين فهتف بتعجب: - يا جماعه فهموني في إيه؟ لم تهتم "ملك" لأوامره وردت بعصبية: -مش هقلعه . مما جعله يشتشاط مهدداً: - لو ما قلعتيهوش هقطعه اطاحت بيدها وصاحت بلا اكتراث: -قطعه . استبياعها في القول جعل الصمت يعم، عينه بعينها والتحدي لا حدود له؛ هو بجنون غيرته؛ وهي بعنادها ربما اكتشفها الآن بعيدا عن الألقاب، افسده دلالها حتى بات متيقنه ماذا يفعل وماذا لا يفعل . -فى اي يا استاذ انت، ملك فهمني في ايه ؟ كان هذا سؤال "شوكت" الذي قطع الصمت بينهم فاتاح الفرصة ل"يونس" ان يلكمه بكل قوته ويفرغ جم غضبه به. صرخت بصوت عال ووضعت يدها على فمها مما دعي هيما إلى النزول للاسفل لكن انتهى كل شيء بعد سقوط"شوكت" بالارض وذهاب "يونس ". "جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا 👑" "فى القصر" لم ترحل"حنان" من القصر بل بقت حتى بعدما سمعت بأذنها كلمة طلاقها، عاد "فريد "إلى القصر والذي اعتاد وجودها به من الايام الخاليه لكنه كان يأخذ بعض أغراضه ليذهب إلى قصر والدته تبعته "حنان"لتسأله : - فريد اسمعني يعني بعد العمر ده كله نخرب بيتنا طيب ما فكرتش فى ابننا ما ترد عليا. لم يلتفت لها وهو يجلس على الأريكة فى ساحة الاستقبال ظلت تناديه حتى أجاب: -ارد على ايه ؟قولتلك خلاص انا ما بقتش بصدقك. جلست فى مقابلة وحاولت استعطافه : -حتى لو كدبت يعني هو انا كدبت عشان مين؛ مش عشان نعيش مع بعض وعشان بحبك؟ كان منهك من العمل وايضا نفسيا غير مرتاح لما فعله "يونس" معه من اقصاء . اردفت هي : -يونس عايز يوقعنا بعض عشان هو طمع فى بنت اخوه، عارف يا فريد انا البنت دي ربنا نزل فى قلبي كرها عشان هودته ومشيت معاه يعني معقولة يضحك عليكم كلكم ويزور الورق وانتوا تصدقوا البنت بنتك يا فريد دي نسخه منك. لم يحتمل المزيد فصاح بها : -انتى عارفه معنى اللي بتقولى ده معناه اني قاعد هنا في مصر، وبنتي معاه فى اسكندرية انتي مش بتبرأي نفسك، إنتي بتحطي على رأسي أنا الطين كفايا بقى تحبي نرفع الموضوع للقضاء ولا كمان هتقولي " يونس" موالس مع القاضي كفاية بقى انا مش ناقص مشاكل مع يونس انهارده شالني من الشراكه بكره هيطردنا من البيت، يعني البيت اللي انتي قاعده فيه عشان ابنك مش هتلاقيه. ركزت بكل كلمه يقولها وفهمت سبب حزنه وانفعاله وقد سنحت لها الفرصة لتتلون كالأفعى وهي تقترب منه وتسأل باهتمام: -ازاي يعمل كده؟ يونس ما اسموش الحوت الازرق من فراغ، يونس لو سكتنالوا هيبلعنا كلنا، واهو نجح يقلبنا على بعض وياخد الشغل اللي اتبنى على كتافك، وابنك يطلع من الليلة دي كلها خسران و يا عالم بكره لما تبقى لوحدك يعمل فيك إيه ؟ الدهشة من كل المجريات التي لم تكن بعين اعتباره وضحتها "حنان" التف يسألها بتشت: -اعمل إيه ؟ وكانت بانتظار سؤاله وتفاعله وهتفت بهدوء: - تردني لعصمتك ؟! "جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا 👑 "فى الاتليه" مسح هيما الدماء التي سالت من انف "شوكت " وهو يتأوه و"ملك" تقف بجواره متأسفه عما حدث بتأثر: -انا اسفه اسفه والله. اخذ المنديل من "شوكت " وصاح بعصبيه: -اه اسفه ايه الله يخرب بيتك مين الجدع ده ؟ توترت وظهرت الحيره على وجهها، وهب لا تعرف بما تجيبه فلم تجد سوي الكذب: - ده واحد بيني وبينه مشكلة، بس اوعدك الموقف ده مش هيتكرر تاني لم يهدأ بعد لذا صاح بانفعال: - اطلعي غيري وغوري في داهيه انتي ومشاكلك . شعرت بالحرج وزاغ بصرها وما وجدت أي شيء لتدافع به عن نفسها او تحفظ كرمتها وسارعت بالقول : -والله ما هيحصل كده تاني، بس بلاش اسيب الشغل ارجوك انا محتاجه الشغل دا جدا ... -‏وانا مالي يلا اطلعي غيري الفستان ده وامشي . ما كان أمامها إلا الرضوح بعدما رفض وجودها بكل هذه القوة، وركضت نحو الدرج . تابعها "هيما" بعيناه ثم قال موجها الحديث لصديقه: -جرى ايه يا شوكت ؟انت هتسيبها تمشي ؟ اجابه "شوكت" بعصبيه: -اومال انت عايز اقعدها بعد اللي حصل ؟! دي بت بتاعت مشاكل . رد "هيما" بعدما سحب كرسيه ليجلس بوجه: -انت اتهبلت البت زي القمر وشكلها خام هتشكلها على ايدك وبعدين دي هتعرضلك فساتين المركونه في المحل وبالجسم ده، والرسم ده هتخلي اللب ما اتبعش يتباع . سكت "شوكت" قليلاً وبدأ يفكر ماذا سيفعل، ثم التفت إلى صديقه يسأل: -طيب أعمل إيه فى الجدع اللي جه ده ؟ اجابة هيما بفكرة خبيثه: -تمضيها على وصولات امانه عشان لو جه وعمل دكر يدفع يبقى ما خسرتش . "ملك" وقفت فى المرآه تبكي بحرقه، وبتخبط شديد ستترك العمل الذي كان رحمة لها من مسح الدرج ولن تقوى على مساعدة والديها، والاستقلال عن كل ما يخص عائلة الذهبي، هتفت بصوت مختنق تحادث نفسها : -بقى كده عايز تلوي دراعي يا يونس، انت فعلا أكبر اناني ضحكت عليا وسمحت للكذبه دي تكبر عشان افضل موجوده، ملك القديمة ماتت واقسم بالله كل اللي هيضايقك هعمله وعمري ما هسامحك. اقتنع "شوكت" بما قال وتزامن اقتناعه بنزول" ملك" من على الدرج وضعت الفستان على المكتب وهمت بالمغادرة فحصها "شوكت" قبل أن ينطق : -استنى. انتظرت ما سيقوله وهي تشعر بالانكسار، فقال مبتسما ليمهد طلبه : -انا موافق اخليكي تكملي شغل، بس لو الجدع ده جه تاني انا لازم أمن نفسي . هتفت بتسرع : -والله ما هيحصل انا هحاول امنعه من انه يجي هنا بس سيبني اشتغل. تحدث شوكت بثقه بناء على نصيحة صديقه: -بس انا لازم أمن نفسي وحكاية انك تكملي شغل متوقف عليكي انتي. تمعنت بالنظر إليه كي تحذر ماذا سيضع من شروط، لم يجعلها تنتظر كثيرا اتجه صوب المكتب واخرج من احد أدراجه دفتر صغير مستطيل الشكل وقال : -تمضيلي على وصلات أمانة لو جه الجدع ده تاني يدفع لو عايز يقطع عيشك . استوعبت ما قاله وبطمأنينه شديدة ردت بالقبول وخطت بيدها على اربعة وصلات أمانة بقيمة خمسين ألف جنيه يظن بهم أنه إمتلكها، لكنها كانت تعلم أكثر منه أن "يونس" إفتداها سابقا بخمس ملايين هذا المبلغ لا شيء لكنها كانت مستعدة لتقذف بنفسها بالهاوية ولا تعود له . "جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا 👑" "يونس " اصتف رجاله بالشقة وصاح بهم أمرا : -من اللحظة دي عايز مجموعه تتابع المحل ومجموعة تتابع البيت وحرس خاص مهمته الأولى والأخيرة مراقبة ملك، كل الاخبار تكون عندى يومياً وأي حد عينوا هتغفل هحاسبوا حساب عسير . أنصرف الجميع لينفذوا أومره والتف إلى "عزمي" ليحادثه: - شوفنا مقر شركه هنا وفيلا واسعه بدل الشقة دي. بدأ "عزمي"يلاحظ تدهور حالته وتشته بسبب "ملك" أصبح واضح "يونس"لديه أعمال كثيرة ولا يناسبه الاستقرار بمكان واحد فرد: - حاضر لكن انت مش شايف سيادتك هتبوظ كل حاجه بقعدتك هنا وفادي الحداد هيبوظ كل حاجه وانت مشغول كده ؟! امسك"يونس " إلى ساعة يده ليقيس ضغط الدم عن طريق ساعتة ذات الماركة الشهيرة والتي بدورها تقوم بعدة أدوار من ضمنها قياس الضغط والنبض، والاتصال، ومتابعة بعد الخصائص الخاصة بالهاتف خلفية الشاشة كانت تاج أبيض بهذه الطريقة كان لا ينساها ابدا كل شيء مرتبط به كان يترك عليه علامة منها، وقف "عزمي" يتابع باهتمام نتيجة ضغطه والتى ظهرت بصافرة انذار معلنه ان الضغط عال، مسح وجهه ورد متأثرا على سؤاله وكأنه لم يرى شيئاً هام : - سيبك منه انا مجهزه مصيبه هتخليه يلف حوالين نفسه. أغمض عينه وتأوه لازال الألم يحاصره من كل الجهات وأخفهم الألم الجسدي لذا اضاف أمرا : -هاتى الأدوية بتاعتي . اتجه "عزمي" إلى غرفته وقدم إليه الاقراص المسكنه والمعالجه، تناولها "يونس" سريعا لكي يحصل على نتيجة فوريه تجعله يرتاح قليلا، نظر إليه "عزمي" وبدى متردد في حديثه لكنه تجرأ على قوله: -انا عايز اقول حاجه ؟ -قول . قالها "يونس" باقتضاب وفتح الباب "لعزمي" في التدخل فيما لا يعنيه: - ملك .... الأسم فقط جعله ينظر بعينه بشراسة اذدراء ريقه ليكمل حديثه حتى لا يفهمه خطأ: - اقصد يعني الست ملك، اكيد نفسيتها مش كويسه لأن اللي حصل معاها مش شويه، وصعب عليها، ميه فى الميه تصرفتها دي تحت ضغط نفسي ومحتاجة دكتور نفسي .. قطع حديثه عندما تحولت عينه إلى كتلة من الجحيم، وشعر "عزمي" أن "يونس" على وشك الانقضاض عليه لذلك لزم الصمت تماماً. وتحدث" يونس " قائلا بضيق : -انت طول عمرك معايا عمري ما عملتك انك بتشتغل عندي، انت الرجل ألأول فى رجالتي، وبير أسراري الغويط. حديثه كان محبب له حتى رفع طرف إصبعه وأردف بهدوء حاد : - لكن إلا مــلك، أوعى تدخل بأي شكل، ملك خــط أحــمـر. توقف عن الحديث ومنحه نظرة كالرصاصه فإبتلع لسانه واستئذن بالخروج: -حــ....اضر ،عن إذنك. اشار إليه بإصبعيه سامحا له بالخروج. "جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا 👑" عادت "ملك" إلى منزل والدتها والتقت بإخوتها الأربعة سمر ونجاح ومنال ومروة، تجاذبوا اطراف الحديث واصبحوا متيقين انها بالفعل أختهم تحمل نفس الملامح غير انها يبدو عليها نضرة النعيم، وتلاحقت أسئلتهم عن حياتها الرغده التي عاشتها دونا عنهم سحر بتمني : -الله يا ريتك بعتيني انا يا أما. ضحكت "مروة" وهتفت: - أول مرة ابوكي يعمل حاجه لمصلحتنا. وضحكت معها اختها نجاح : - صح طول عمره مش طايقنا تحدثت"سمر" بنبرة ودوده: - بقولك اب يا أختي بتحطي ايه على شعرك ؟ رفعت يدها لتبرأ نفسها مضيفه: -انا مش بحسد انا بقول بس عشان البت بنتي شعرها خفيف ومش عارفه أعمله إيه ؟ ضحكت سحر عليها وأجابة بسخرية: -يا اختي خلى جوزك يجبلها شوية جاز من البنزينه اللي بيقف فيها. قالتها واستمرت بالضحك . "'ملك" اوقدوا بداخلها فلاشات قويه من ذكريات الماضي وهذه المرة الذكرى تخص" يونس " ردت بتأثر : - يونس كان بيجبلي زيت من برا. اعتدلت "هبة" في نومتها على الأريكة وقالت : -اهو يونس ده لو البت كسبته كان زمانه مهنيه إنما هي وش فقر . جذبت انتباه الأخوه فاقتربت منها "نجاح" تسأل بفضول: - مين يونس ده يا ملك؟ وارهفنا الباقيات لسماع الإجابة، سكت قليلا لكي تجيب بحياديه لا تناسب اعينهم المنتظرة قصة حب كبيرة ثم تحدثت بـ: -يونس المفروض إنه كان عمي، بس هو كان عارف إني مش بنت العيلة دي، كان عارف إن الست دي مش أمي يونس للاسف الوحيد اللي كان عارف وسمح للكذبه تعيش. لوحت "هبه" لتقول : -عينه فيها حب ليكي. التفت إلى والدتها" مروة" وسألت: -عرفتي منين يا أما؟ ردت" هبه" باقتناع تام: -وانا يعني عبيطة الراجل ما كانش راضي يمشي من على الباب وحتى بعد ما طردته بعتلها اكل ولبس وايه هيخليه يعمل كدا غير الحب ده غير عينوا تطلي في عينه تشوفي ملك .................يتبع ملكة قلبة 👑 سنيوريتا ياسمينا أحمد "الكاتبه" جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا 👑

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

"الثانية عشر " "كـــــــــــشـــــف الــــــــــمــــــــــســــتـــــــور"

التاسعة من ملكة قلبة

الحادية عشر