"الرابعه والعشرين "

"الرابعه والعشرين " "هــــيبة الأســـد" عاهدوني أن لا تأخروا صلاتكم لأجل قراءة الحلقه عاهدوني أن لا تلهيكم عن ذكر الله. عاهدوني إن وجدوتم مني ما ينفر أو يحرك مشاعرك نحو شي فج أن تخبروني.. عادهدوني أن كما اجتمعنا بالدنيا نجتمع كلنا فى الجنهإن شاء الله ❤️ تحدثت مع "فادي" حتى تخرج من حالة الفزع والحزن التي انتابتها واستغلت الحديث حتى تخرج من غيابات القصر إلى ضوء الحفل عرفها بنفسه وذكر سالسال عائلته بتفاخر ومزاح أنساها قليلا ما عانته لتو، توقف ليسألها ببشاشه: -انتِ من عيلة الدهبي ؟ إرتسم على وجهها الجمود وهي تجيب بإقتضاب: -لأ . كانت إجابة شافيه جعلت وجهه يبتسم وهو يتحرك واضعا يده في جيبه هاتفًا : -تعرفي لما شوفتك بتعيطي استغربت معقول حد يبكي العيون الحلوة دي ؟! لم تبدي أي تأثر بما قال كانت متألمه من أثر هذه المشاحنه التي حدثت بين "يونس" و"فريد" بسببها، شعرت بثقل على صدرها فسحبت قدرا كبيراً من الهواء؛ فإنتبه أنها تمر بأزمة شيق عينه وهو ينظر إليها وتحدث بلطف: -هقولك على حاجه حلوه تعمليها لما تبقي مش عايزه تعيطي ؟ التفت إليه وأنصت بإهتمام هي بحاجة لهذا هذه الليلة التي تستدرجها للبكاء، قال ناصحاً: -اتحركي من المكان لو واقفه إقعدي، ولو قاعده إقفي واشغلي مخك بالألوان اللي حواليكي، حاولي تشوفي الضوء مناسب مع المكان الستارة لايقه مع لون الكنب المهم ماتديش لقلبك فرصة يسيطر بيها على عقلك . حاولت استيعاب حديثه رغم عدم اقتناعها به أو عدم فهمه بالشكل الكافي، سألته بدهاء : -كام مرة استخدمت الطريقة دي؟ تعلق نظره بها لثوان وإبتسم من مكرها وقال : -إنتِ مش مصدقاني ولا عايزه تعرفي بجد؟ رفعت كتفها بخفه ثم تحدثت بلهو تام: - خمن إنت ؟ خفتها بالحديث معه كانت تزيد إعجابه بها لا اراديا كان ينجذب إليها برغم انه لم يعلم اي شيء عنها سوى إسمها لكن إزداد رغبته بالتفرغ لها، نظر إلى الأمام وهو يشاهد الطريق حيث الحفل ليقيم المسافه التي أوشكت على الانتهاء، ثم أجاب متصنعا محاولة التخمين: -اعتقد إنك ماجربتيش الطريقه عشان كده مش مصدقة النتيجة أقولك تعالي نعمل بروفه ؟! نظرت هي الأخرى للامام وتقدمت بخفة فراشه ثم هتفت بعبث وكأنها نسيت كل أحزانها: - الحفلة لسه في أولها هنعمل بروفات كتير. خطت نحو النور ومن خلفها" فادي" يضحك على خفتها الذي يرد الروح وضحكتها العابثة . " محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا 👑 خرج "يونس" من بينهم لكن جزء كبير من داخله متهشم؛ أدرك الآن أن هذا المكان لم يعد مكانه ولن يستمر هنا إن كان ما يخصه" ملك" فسيأخذها ويرحل لكن قبل ان يرحل لابد أن يعلم الجميع من هو "يـونــس" رفع هاتفه إلى أذنه وهو يعود إلى القاعة الحفل وسأل متلهفا وهو يمشي بخطوات سريعه: -عزمي عينك على ملك. رد "عزمي" وعينه شاخصة: -أنا عيني عليها لكن مش مصدق اللي أنا شايفه ؟! سأله "يونس" بقلق : -شايف إيه؟ أجابه "عزمي" وهو ينظر على" ملك" التي تضحك بأريحية مع ألد أعدائه: - ملك مع فادي الحداد. اتسعت عين" يونس" ستجلطه المجنونه بتصرفاتها يستحيل تستفزه دون أن تفعل شيئاً متهورا تظلم العالم في عينه ويخرج شياطينه من عقالها، تحدث بغضب عارم: -إيه اللي جابه هنا؟ وأيه اللي وصله ليها ؟! رد "عزمي" وهو ينقل بصره معها أينما توجهت: - مش عارف هي اختفت معاك وبعدين ظهرت وياه هــو . هرول باتجاه الحفل ناويا على اتخاذ موقف حاسم لا يقوى على إبقائه وكأن هذا ما سيطفئ نيرانه. "الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا 👑 "فادي وملك" استمعت إلى حديثه عندما قال لها وهو يقدم إليها كوب العصير: -لو أهانتك دلوقتي وكبيت العصير في وشك وضربتك بضهر إيدي المفروض تعملى إيه؟ ضحكت "ملك" من أعماق قلبها، ثم أجابت : -اعتقد إنك مش هتخرج من باب القصر هدفن هنا. ضحك هو الآخر ظنا منه انها تمزح، فأضاف محاولا الجديه: - ما تهزريش هتعملى إيه ؟ نفضت رأسها بيأس مستمتعه بكونه لا يعرفها ولا يعرف من ورائها واجابته: -هفكر في شكلك والدم سايح من وشك، واديك ورجليك كل واحده منهم فى مكان . لاحظت انزعاجه فأضافت متصنعة الجديه : -‏هبص على الارض وأتوقع..... لم تقوى على الاسترسال بجدية فهتفت مسترسلة بالضحك: -‏ يا ترى هتدفن في أي حته هنا يا تري تحت الشجرة اللي هناك دي ؟، هتف متعجبا من ضحكتها الساخرة وعدم تفاعلها مع تجربته: - انا بقول مثلا انا عمري ما هعمل كده طبعاً !! لم تتوقف ضحكاتها فهي متيقنه من ذلك، لكنها حاولت تخفيف الأمر عنه قائلة: -بقولك إيه شكلك هتقمص وأنا مش عارفه ابطل ضحك عموما إنت ساعدتني كتير إنهارده أشكرك . وقبل أن تغادر سارع بسؤالها : -طيب هشوفك تاني . أجابت ببساطة: -اكيد إحنا في الحفلة . ابتسم بود ثم قال مقدما هاتفه : -ممكن تكتبيلي رقمك عشان أتصل بيكِ اشوفك وصلتي لفين في التجربة؟ نفضت رأسها بنفي وقالت بابتسامة بائسه: - مش معايا تليفون للإسف !! إلتفت عنه فأمسك ساعدها من جديد هذه المرة كانت الأسوء لأن يد "يونس" قبضت فوق يده مما جعله يتفاجئ !! أزاح "ملك "خلف ظهره وتواجه معه بأعين شرسه جعلته يرتعب، سأل بصوته الخشن : - إيه اللي جابك هنا؟ إختطف نظره إلى "ملك" التي يخفيها خلفه فقبض على أسفل فكه ليبعدها نظرة رغما عنه، تحدث أمرا : -بصلي هنا وجاوب على سؤالي أجاب "فادي"على سؤاله كي يخرج من الحرج الذي وضعه به أمام "ملك": -جاتني دعوة من أخوك فريد ،مكتوب فيها ندعو سيادكم لحضور حفل زفاف عائلة الذهبي وتفضلوا بقبول دعوتنا وتشريفنا. عين" يونس" كانت باردة تمام على عكس الغليان الذي بداخله لم يعنيه هذا بقدر مخالفة أخيه الأوامر والقواعد التي وضعها من سنين حتى يحميهم بها عن أي متطفلين، لكن بكل أسف هو خرق كل القواعد وهدم كل الأسس التي بناها، نظر إليه متغطرسا وسأله بإستهانه : -أكلت جاتوه ؟ أعصاب" فادي" الحمئه لا تتحمل برودة "يونس" وتصرفاته وحديثه الجارح لكن العصبية الآن ستكون أسوء الحلول خاصتا وهو على أرضه وسط رجالة وعائلته، فقرر استعارة إسلوبه فى الاستفزاز نظر بإتجاه "ملك" وأجاب : - لأ ...مالحقتش . رمى إليه جملة استفزازية كادت أن تؤدى بحياته خاصتا أنه يتحدث عن "ملك " أكثر المناطق المحظورة في حياته، قبض على راحة يده بشده وهتف : -نورت يا فادي بيه تقدر تتفضل الحفلة بالنسبالك إنتهت . إنزعج بشدة من طرده الصريح ولكنه ليس أمامه سوى التنفيذ لإنقاذ نفسه من الحرج صر على أسنانه كاتما غضبه وتحرر من قبضته ليقول قبل أن يغادر ثائراً لكرامته: - مـردوده إن شاء الله. انصرف وعين "يونس" تبعته بضيق سرعان ما تحول إلى التي خلفه والتي قبض سريعا على يدها وقربها إليه ليهتف من بين أسنانه: -أنا مش قولتلك روحي لعزمي ما سمعتيش الكلام ليه؟ فظاظته منعتها من البوح بأنها لم ترى الطريق من شدة بكائها فهتف بتعجب : - انا ما عرفتش أرجع وهو قابلني وصلني هنا . صاح بحده رغم نبرته الهادئه : ـما عرفتيش ترجعي ليه عيلة صغيره ولا غريبه عن المكان ؟ هتفت بتوضيح فهي لا تعرف سبب غضبه منها إلى هذا الحد : ـ وانا عملت إيه غلط قولتلي إمشي مشيت. مال إليها وقال بحده وعينه تطلق شرزا : ـ ما روحتيش لعزمي ليه ؟ لازالت لا تفهم سبب حدته عليها هي، لا تعرف من يكون "فادي" بالنسبة له وشعرت أنه يضعها في زاويه ضيقة، ويوجه لها اتهام مبطن لا تعرف له سبب هتفت بحزن : ـ بقولك ما عرفتش ارجع والله انت ليه مش مصدقني، أنا مش جاريه عندك يا يونس . رغم انها كانت تحاول جذب رحمته لها وعدم الضغط عليها لمعرفة سبب تخبطها بين الأشجار وبكائها؛ الإ انه ضيق عينه وقبض على خصرها قائلاً بلا اكتراث: -لا مش جاريه طبعا، نروح وابقى أعرفك أنتِ مين وأنا مين، ولحد ما نروح ما تتحركيش من قدامي . جذبها بقوة اكبر واضاف: -‏فاهمه ولأ أعيد كلامي ؟ تخضبت وجنتها بالحمرة واخفضت بصرها عنه لم تقوى على النظر بعينه، حتى لا تزاد حرجا بعد هذا الموقف العصيب الذي وضعها به دوما إنتصاره عليها يكن ساحق،اجابت مجبرة: ‏- فـاهمه. اخيرا تركها ونظر إلى "عزمي"مشيراً له بالقدوم استجاب الآخر في سرعة ووقف امامه بعد ثوان معدودة. مال إليه "يونس"وهتف وهو ينظر من حوله: -شوف من رجالتنا مين اللي بعت دعوه لفادي الحداد، عشان انا فى دماغي حد كدا لو طلع هو مش هعديهالوا . أؤما "عزمي " برأسه دون توان عن خدمته، اضاف "يونس"زهو لا يزال بحدق بالحضور: -شوف مين بره عيلتنا تاني معزوم واتصرف مش عايز حد غير قريبنا في الحفلة. كان" عزمي" ينصت إليه متأهبا لتنفيذ جميع أومره ايا كانت اضاف مهمه أخيرة: -بعد ما تنضف الحفلة استني اشاره مني ودخل المصورين والصحافيين اضاف وهو ينظر للحضور بغموض: -الليلة هنزعل ناس كتير أوي. "حصريا على صفحة بقلم سنيوريتا 👑 "فادي" اتجه صوب سيارته المصطفه في ركن السيارات، الغضب كان كلمة قليلة عما يشعر به ،تبعه "سليم " وهو يذكره بما قاله: - قولت لحضرتك مافيش داعي نيجي مقابلتنا مع يونس تاني هتولع الدنيا. صاح بضيق وهو يفتح باب سيارته: -ما خلاص انت هتبكتني، الجدع ده انا مش هحله إلا لما أذيه . نفض" سليم "رأسه بيأس من اصراره على الركض خلف المشاكل، تحدث "فادب" من جديد: -بقولك مين البنت اللي كانت معايا .. تحرك بصره وكأنه يحاول أن يتذكر ثم أجابه : -ما أعرفش بس غالبا هي من العيلة. اجاب" فادي" وهو يستعد للمغادرة كليا: -لأ مش من العيلة، ودي أحلى حاجه فيها هي قالتلي اسمها ملك . اشار بإصبعه واكد قائلا: -تجبلي كل حاجه عنها . سأله "سليم "مستفسرا: -ليه ؟هو الموضوع يخص يونس ؟ أجابة "فادي" بإبتسامة رائقه: -لأ دي حاجه حلوه لنفسي. الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد 👑 "بالحفل " وقف "محمد"خال "يونس" بوجهه يهتف بفرح لمقابلته: - حبيبي اللي مشرفنا البنات عندي مش مصدقين إنك قريبنا قولتهم هجبكم معايا تسلموا عليه . "يونس"ابتسم له بود وقال بكل رحابه: -يتفضلوا طبعا، دول بنات خالي. كان ينظر بين الحين والآخر على "ملك" التي تجلس على الطاولة بمقابلته عينه لا تبتعد عنها، ولا تتزحزح عنها ترصدها لها جعلها تتوتر وكأنها تحت المجهر. استمر خاله بالتحدث: -واحنا بنتابع اخبارك وندعيك ربنا يديم عليك الخير والنعم . التف إليه "يونس" فالكلمة إختطفته ضيق عينه قليلا ثم سأله : - حقيقي يا خال بتحب لي الخير ؟! أكد "محمد" بكل ما فيه: -اومال يا ابني ربنا يكرمك كمان وكمان، ويرزقك ببنت الحلال اللي تفرحك وتفرحنا كلنا . نبث طرف فاه بإبتسامة لعوب وكأنه يتلاعب بالكل فهو يعرف أن من تسعده لن تسعدهم، وأنه إن عرف من تزوجها سيختفي كل ما بوجهه من سماحه ويرى الدهشة والسخط والإشمئزاز، إكتفى "يونس" بقول: -هنشوف يا خالو هنشوف. نادى خاله على بناته فهرعن إليه غير مصدقين أنهم يقفوا أمام العارض المشهور، ظهر عليهم الانبهار فور الاقتراب منه، رسم ابتسامه خفيفه وهو يصافحهم ويتحدث إليهم، ثلاث فتيات فى مقتبل الحياه يلتفون حوله وهو يبتسم ويتحدث لهم عين "ملك" كانت ترصد هذا وتشتعل لم يخطر ببالها أنها تقف بعيد وتشاهد "يونس" وسط هؤلاء وتتآكل بصمت من الصعب إخفاء هذا عن وجهها الذي إضطرب من متابعته. ازدات ابتسامته عندما لاحظ الغيرة تتشكل على وجهها لم يكن يقصد إيلامها بقدر ما يرغب في تهذيبها وإعادتها لرشدها، ويريها من هو "يونس" الذي تدعي أنها تكره . وقف "عمار" بجوار زوجته "ليلى" ووجهه محتقن وملامحه متغيره، تحدثت إليه دون أن تنظر إليه: -كريم قدامه شويه ويجي،انا شايفه ملك هنا ومش عارفه إيه اللي جابها مش عايزه اسلم عليها. ما إن التف إليه ولاحظت وجهه المتغير فسألت بفزع وهي توليه كامل جسدها: - مالك يا عمار في إيه ؟ عينه كانت شاخصه لا يعرف كيف يخبرها بما سمع أجاب بعد برهه: - يونس إتجوز ملك. نالها ما ناله شخص بصرها وتغيرت ملامحها وضعت يدها على وجنتها وقالت بفزع: - يا نهار إسود، وجايبها معاها الفرح. تحدث "عمار" وكأنه يرى في نهاية النفق نارا مستعره: - خلاص يا ليلى يونس نوى يخربها على دماغ الكل . "دخل العروسان " وبدأ الموسيقى في العزف تقدم "كريم" بيد عروسه إلى المنتصف وأعين العائلة كلها متصلبه نحوهم، ضغطت "ليلى" على يد "عمار" بسعادة وقلق في آن واحد، "فاطمة" كانت تجلس تحدق بحزن إلى العروسان كانت تتمنى أن ترى عرس إبنها الأخير، لكن سلطة قلبه غيرت هذه الخطة لخطة أسوء سلبت منها معنى السعاده. "حنان "عينيها على "ملك ويونس" تنظر بحقد دفين الكذبة أوشكت على الظهور، تجهز دموع التماسيح وافكارها الشريرة اليوم سيكون ملحمي . جلس إلى جوارها "فريد"مكفر الوجه ينظر بنفس الاتجاه لا يصدق أن إبنته تخضع لألاعيب "يونس" يغار عليها ويشتعل من عجزه في اقصائها عنه إنه يصر على أنها ليست إبنته، وهو لا يصدق أنه عاش كذبة لمدة عشرين عام. "يونس" عينه لم تبتعد عن" ملك" التي يفصله عنها الطاولة يعلم كل ما يدور برأسها يلاحظ نظرتها إلى "كريم" التي تمتلئ بالغضب والغليل ذات يوماً مثل هذا أذاقها الويل ذات يوماً كانت مهمه عند تلك العائلة، تحدق في فستان الزفاف الخاص ب "سارة" بحقد دفين لم ترتدي مثله إلا مرة واحدة رغما عنها ولا تعرف إن كانت ستضحك الدنيا في وجهها يوما وترتديه بكامل إرادتها أم لا. تحدث" يونس" وهو يضع قبضة يده قرب فاه: - بطلي تفكير رأسك هتعبك ؟ انتبهت له ونظرت إلى عينه وتحدثت بحنق : -لو بطلت تفكير هقوم أنفذ كل اللي بفكر فيه ؟! سألها بهدوء وهو ينظر لعيناها: - بتفكري فى إيه؟ أجابته بلا تردد وبحدة : -هقوم أقلب الفرح جنازة. نبث جانب فمه بابتسامة قصيرة، والقى نظرة خاطفة على المكان ثم قال بسخرية بالغه: -هيتقلب دلوقتي ما تستعجليش. نظرت له نظرة مطولة لا تفهم من حديثه إن كان مجراه لها أم حقيقة ؟! "كريم" كان سعيدا على عكس المرة السابقة ينظر إلى أسرته بفرح يقبض بيده على "سارة"حبيبته وزوجته حاليا، رأى "يونس" على طاولته فأسرع بالإماله إلى "سارة" ليزف لها خبر حضوره السعيد، هتف وهو يشير إليه: -بصي هناك كده ده عمو يونس اللي كلمتك عنه !! نظرت "سارة" بإتجاه إشارته وعندما رأته سألته بدهشة: -ده العارض المشهور ؟ لم يلبث ليفرح بنجاح وشهرة عمه المشرفه إلا وسألت سؤال مخيف: -مين اللي معاه دى ؟ رأى "كريم"ملك"وصدمته الصاعقة الف سؤال في رأسه حضر كالأشباح المخيفه لما هي هنا ؟ولماذا ومن أتى بها ؟ لكن وسط كل هذه الأسئلة إنزلق إسمها على فاه دون شعور: -مــلك. نظرت إليه "سارة" وسألته بضيق : -مش دي اللي كانت .... قطم كلامها سريعا قبل أن تذكر هذه الذكرى السيئه: -كانت يا سارة خلاص. أشار إلى أمه من بعيد كي تأتي إليه، فاستجابت على مضض تعلم أنه متعجب من حضورها، لكن ما باليد حيله "يونس" قرر هذا و"يونس" لا يراجعه أحد. مالت إليه فسألها بخفوت: -إيه اللي جابها مش قولتي مش هنجيب سيرتها خالص ؟ اجابته بخفوت وهي تنظر إلى "يونس وملك": -ياريت تيجي على حد المجيء بس، ادعى أن الليلة دي تعدي على خير . قام المنظم بدعو الحضور لرقص على انغام الموسيقى الهادئه صعد كلا من "ليلى وعمار"، "كريم وسارة"، و"فريد وحنان"، بقى "يونس" يشاهد عائلته السعيده التي تفضل سعادتها على تعاسته وعندما إختار نفسه للمرة الأولى، لامه الجميع ووصفه بالأناني. جاء إليه" عزمي" ومال إليه وهمس بأذنه أنصت إليه "يونس" بإهتمام ثم أجفل قليلا وإنتصب واقفاً أغلق زر بدلته، مد يده "لملك" ودعها قائلا هازئا : -يلا نرقص مع عيلتنا. نهضت وضعت يدها بيده وعينها بعينه نبرته كانت توحي بشيء غريب "يونس"لا ينوي خيراً. انتصف حلبه الرقص وبدأ العرض . كل الأعين كانت منتصبه عليهم يده حاوطت خصرها بتملك، وهي وضعت يدها على صدره لم تخفي ابتسامة الشماته عن عين "حنان" وهي تتمايل معه، الكل كان يترصدهم بينما هو مستمتع بإغاظتهم لن يبقى لأحد خاطر بعد ما فعلوه معهم يكاد يسمع همساتهم الطفيفة ولا يعيرها انتباه الأهم أن ملكتة بين يده. همست "ليلي"لـ "عمار "وهي تنظر لما يفعله "يونس"مع "ملك" : -حاسه اني عايزه أرجع. اسكتها "عمار" سريعاً بحده: - بس يا ليلى ليسمعك يونس. نظرت إليه وردت بعصبية: -ما يسمع هو عايزنا نشوف الجنان اللي بيعمله ونحط وجزمه في بقنا ؟ احتد "عمار" عليها وقال بعصبيه: -غصب عنك هتسكتي،انتِ هتنسي مين يونس والله إيه ؟ العز اللي احنا فيه ده كله بتاعه. نفضت رأسها واستمرت على عنادها وقالت: -لأ ما نستش وياريت انت كمان ما تنساش إن انت اللي شايله الشغل . هتف بعصبيه لازالت مستمرة: -احنا كلنا شغالين عنده رأس المال بتاعه ما تنسيش ده، اول ما يسحب رأس المال هنبقى كلنا في الهواء. "حنان"لم تسقط عينها عن "يونس" وملك ترى كيف يتهامس معها، ويميل إلى أذنها ويتمايل بانسجام مع الأغنيه ناسياً المكان والزمان والناس. على انغام أغنية جديدة وكأنها توصفهم .. أنا جيت هنا ليه يا حبيبي بس إلا عشانك من غير تفكير دلني قلبي على مكانك علشان روحي فيك وبلاقي راحتي في أحضانك قد ما تقدر قربلي متستهونش بلهفتي ليك "ملك" كانت تستجيب معه بسعادة لمشاعره الفياضه التي تغمرها بفيض من الرقة والحنان لم تجربه من قبل، كل كلمة كان مقابلة حركة ناعمه منه وكأنه صممها خصيصاً لها لا تصدق أن "يونس" بفعلها معاها ... من بين ملايين إحساسي اختارك ليا مسيت بعينيك سبعة وتمانين حاجه فيا وبقول على طول كده من وقت لقاك بيا طب جرب تطلب عمري هاخد من عمري وهديك لم يهتم بالحضور ولم يهتم بتعجب كل من لا يعرف الحقيقة اهتمام الأول والأخير؛ هو أن يعيش لحظات حقيقة كان يتمنى عيشها من قبل في الــعــلــن. فيها ايه دلوقتي لو إحنا سافرنا ونروح عند قمرنا بمشاعرنا تتساب الناس والدنيا بحالها الله ومحدش تالت غيرنا من كل قلبها ابتسمت على كل ما يفعله معها تشعر وكان الأمور بينهما بدأت تهدأ رغم كل العيون التي تصوب إليهم .. أنا ليل ونهار بحلم تشاركنى حياتي ومفيش أسرار تداريها عليك حكاياتي مشتاق على نار وعملت خلاص حساباتي افضل وياك مش هبعد عنك أبداً مهما كان كان يجلس "محمد"على نفس طاولة "فاطمة"مال إليها بدهشة وهو يشاهد تصرفات "يونس"مع "ملك" الجريئه سألها متعجباً: -هو فى إيه يا فاطمة مش دي ملك بنت فريد ولا أنا مش شايف كويس. كأنه يغرس سكينا في قلبها بسؤاله تعرف أنه مستنكر تصرفاته تجاه إبنة أخوه، لكنها لا تقوى على قول الحقيقه ثمت اشياء قولها خطيئه . "يونس وملك" لازال يشرد معها متجاهلا كل الحضور من المؤكد بعد كل ما يفعله خطف الضوء من "كريم وعروسته" أصبح الحديث والهمس والغمز على الثنائي الخطر، كان يمسك بيدها لتلتف حول نفسها بخفة فراشه وتمايل الغصن اليانع على ذراعه. أنا فين ما بروح سيرتك بتكلم فيها وبقول ده الروح اللي انا بتنفس بيها لو كان مسموح جنتي جنبك أخليها طول ما انت معايا بحس ان انا في الكون اسعد انسان. انتهت الأغنية وإنتهي "يونس" من إيصال رسالته بوضوح ظل ممسكا بيد "ملك" وأشار إلى "عزمي " بعينه والذي تحرك فورا ليلبي طلبه، أتى إليه ميكروفون وقدمه إليه لم تكن "ملك" تعلم ماذا سيقول أو حتى يتضح عليه ما سيفعل . سكت الحفل تماما مع قليلا من الصفير، قلب "حنان" انخلع من مكانه عندما رأت بيده الميكروفون، وتوتر "عمار" بوجل مما قد يقوله "يونس"، أما "فاطمة" ما كان على لسانها سوى الذكر والتضرع إلى الله ليحمي عائلتها من التفكك والانهيار. تنفس ببطء ونظر إلى الحاضرين، ثم تحدث بإبتسامة لعوب وكأنه يعرف ماذا سيفعل ما يقوله بهم: -أولا حايب أرحب بعيلتي الحنونه مبسوط إني شفتكم في أكبر تجمع وفي مناسبة حلوة زي دي . ابتسم وهو ينظر باتجاه" كريم " ثم استرسل: -‏فرح كريم، الولد هيخليني أعجز بدري . تمشى وبيده "ملك" بأريحيه، واكمل حديثه على مهل وحده من يملك ميكروفون وطله تجعل الجميع ينصت له: -لكن على مين أنا برضو سبقت بخطوه؛ وبالمناسبة الحلوة دي أنا حابب أعلن جـــوازي من "مـــــلك عطا سعيد بركات ". الشهقات التي وصلت إلى أذنه كانت أكثر من إن رأو دب قطبي يهجم على الحفل، كان يتوقع هذا لكنه أصبح لا يبالي بأحد إجتاز نصف الطريق وتبقى النصف الآخر. قبضت "ملك" على يده وحاولت منعه من هذا مالت على أذنه وهتفت بفزع من تهوره: -إيه اللي انت قولته ده ؟ وضع الميكروفون على صدره حتى لا يسمع أحد غيرها صوته ومال عليها ليقول : - جنازه مش طلبتي كده ؟ اتجه بصره من جديد إليهم وقال ليسكت الهمهمات المنتشرة: -ما حدش قالي مبروك يعني ؟ الأجرأ في الحديث كانت "سارة" والتي لم تخفى دهشتها وسألت بعدم فهم: - مش دي برضو تبقى بنت أخوك؟ نظر إليها ولاحظت وكزة" كريم" لها ليسكتها، ابتسم لها وضع الميكروفون على فمه وقال: -كدب مين قالك الكذبة دي ؟ معقول يا كريم تنسى تقولها إن ملك مش بنت عمك، وإن مرات عمك اتبنتها من والدتها وهي إللث إختلقت الكدبه دي عشان تفضل على ذمة أخويا ؟!! وضع "كريم" وجهه إلى الأرض وتحير بما يرد لكن ناب "يونس" عن الكل هاتفا: - عموما ما أحبش فرد جديد ينضم للعيله من غير ما يعرف الحقيقة الكاملة. نهضت "حنان" للتلاعب على شفقة الكل بدموعها المزيفه تحدثت بصوت عال بوجهه: -حرام عليك يا يونس أنا مش قدك انت تقدر تزيف ورق وتجيب شهود مزيفين وتعمل تحاليل متفبركه، انا ما أقدرش عليك، سيب بنتي في حالها حرام عليك دي بنت أخوك وانت عارف ؟! نجحت في إثارة البلبلة ونظرت حولها لتتأكد من أنها أدت ما ارادت ونشرت الشك بينهم، لكن "يونس" لم يعنيه تحدث ساخرا منها : -ما تيجي تتكلمي في الميك أقولك أقفي على مدنه وقولي، ومهما قولتي أنا دايما عندي دليل برائتي ودليل على كذبك، والحقيقة هتسمعهوها دلوقتي حالا من أهل ثقه أولهم إنتي يا حنان؛ لأحسن باين عليكي من كتر الكدب نسيتي الحقيقة، معلش اصل الكداب نساي. زعق بعلو صوته : -عزمي دخلي الضيفه . ربك الجو وأولهم "حنان"علقت عينها بالباب لتترقب الحاضر، الكل يتحدث بذهول و"ملك" تحاول مناداته لكنه كان يضغط على عينه ليجعلها تنتظر ظلت تنظر بفزع مما قد يحدث أكثر من هذا . ظهرت الشاهدة التي استدعها "يونس" بيد "عزمي" كان يرتب لكل شئ ولا ينسي ابدا كان غباء من "حنان" لنكران كذبها وعدم الاعتراف بخطأها، مع إن اسهل الطرق مع "يونس" هي الاعتراف بالخطأ لتجنب خططه الماكره. فور رؤيتها جحظت عين "حنان" لو كان لها أمنية وحيده لتمنت أن تبتلعها الأرض الآن . تحدث "يونس" عبر الميكرفون: -طبعا أنا سبق وقدمت مستندات التبني وتحليل الدى إن إيه وجبتلكم إسم العيله التانيه، وكل ده حنان كدبته وقالت إني مألفه عشان أنا منحرف وبس، لكن دلوقتي هثبت بشهادة أختها . اشار نحو "علياء"التي إقناعها بهذا كان أسهل من السهولة فهو عرف أقرب طريق إلى قلبها ولبى لها ما أرادت المال يختصر معها الكلام. -يلا يا علياء قولي الحقيقة. لم تهتم بنظرات أختها ولم تشفق عليها؛ هي من البداية كرهت كل ما تملكه "ملك" وتريد ان تعيش ولو نصفه و"يونس" فتح لها بوابة الكنز فلما تبقى على سرا كهذا، تحدثت الميكروفون بصوت معتدل : -من سنين أختي جات اسكندريه منهارة عشان فريد قرر يتجوز عليها لأنها ما بتخلفش، وهي قررت إنها مش هتقبل بضره ابدا عشان كده رجعت وهي ناويه على الانفصال، فيوم وانا وهي بنتمشي سواء قابلت صحابه قديمه ليها واكتشفت إن صاحبتها دي مديرة ملجأ أطفال فجاتلها الفكرة وقتى وما ترددتش وطلبت منها طفل أو طفله عمرهم أيام للتبني . وقفت" ملك " ترتعش إنها تعرض قصة مؤلمه جدا لطفلة عمرها أيام تخلت عنها أمها لتتركها مع إمرأة منزوعة القلب إستغلتها ليستمر زوجها، وعندما فرغت منها أمرت بقتلها لم يكن ما تسمعه أذنها من تفاصيل هين إنها تشعر وكأنها تتعري أمام الحضور. استرسلت "علياء" بثبات: -وحصل وبعد يومين كلمتها وقلتلها إن العاملة اللي شغاله عندها حامل وجوزها مش عايزه بنات تاني، وانها عايزه تربي البنت في الملجأ وتبقى قريبه ليها في نفس الوقت . ازداد الألم "لملكك أكثر لم تكن تعلم أنها غير مرغوبه لدرجه جعلت والديها يرمونها بالملجأ أو لأي عابر سبيل. همست إلى "يونس" وتوسلته باختناق : ـ خليها تسكت يا يونس كفايه. أوقفها بيده وكأنه وصل لنقطة اللا عودة، أردفت "علياء" قصتها : - لكن صاحبة حنان قالتلها إنها هتديها لست محترمه وهتربيها وعشان تخلي مسؤوليتها دخلتها الدار، وعملت ورق تبني، وعلى كدا بلغت فريد إنها حامل وإن حالتها صعبه وهتفضل في اسكندرية تتابع مع الدكتور لحد ما تولد ووقت ما كان بيروح ويجي علينا كانت بتمثل الدور صح لحد يوم ولادة الست واول ما شالت البنت بين إديها اتصلت بفريد وبلغته إنها ولدت وجابت بنت. إختتم "يونس" كلماتها ب: ـ "وشهد شاهد من أهلها"،كده ما فيش حد يقدر يشكك في كلامي ملك مش بنت أخويا، ملك متبناه وإن أنا يا فريد مش شيطان غويت بنتك ولا مخرج عشان أخرج الفيلم ده كله عليكم . الهمهمات بدأت تعلو وأخيه يقف مصعوقا مما سمع الحقيقة بات واضحه كالشمس لكنها لا يستوعب أنه عاش كذبه كبيره وأخذت منه أكثر شئ يحبه ويتمناه . نظر فى وجوهم جميعا وضم مبك الى جنبه وتحدث بمنتهى القوة وكأنه ناج من معركه طاحنه يقف فيها على قدمها بينما جسده يمتلئ بالندوب : ـ وودلوقتى بعد ما كلكم عرفتوا الحقيقة احب افرحكم انا اخيرا اتـــجــــوزت ومـــــلك بـــقـــت مــــراتـــــي رســــمـــــي تعالت شهقاتهم ورأي مجمل تعبيراتهم المصدومة والمشمئزه والغاضبه وأضاف بابتسامة بارده لا تمت لقلبه بشيء: -الف الف مبروك للعروسين ليلة سعيدة على عيلتي الحنونه اللي من إنهارده عرفت اني ماليش مكان فيها، وعرفت مين معايا ومين عليا وإن كان مافيش شخص واحد فيكم كان معايا، وكلكم أسائتم الظن فيا وده مش فارقلي؛ المهم إني لأول مرة إخترت نفسي، أنا هعمل اللي يعجبني حتى لو اللي عاجبني مــــش عــــاجـــب حـــد. أؤمأ برأسه" لعزمي " والذي كانت عينه مرتكزه عليه وثم أشار لغيره ليفتح بوابة القصر من جديد لضيوفه المعنين . احتقن وجه "فريد" واستدار ليغادر الحفل وبقيت "فاطمه" تبكي بصمت أقسى ما تخشاه الأم هو أن يتفرقوا أبنائها والآن هي تعيش الكابوس بالكامل . شعر "عمار"بالأسف على أخيه الذي أضاعه الحب يعرف أن هذه الليلة لم يخرج من القصر كما دخل منه . الباقي كانوا سعدين بتلك الوجبه الثمينة من النم بعد هذا الحفل الثري بالمواقف. أما "ملك " فتحيرت أين تختفي من أنظارهم على قدر سعادتها وهي ترقص مع "يونس" من قليل وكأنها لا تحمل هم إلا أنه بعدما فضحها تشعر وكأن الهم يتكالب عليها والدموع التي كانت تسقط من عينها باتت تسقط في قلبها كالحمم. هجم المصورين على الحفل وكأنهم كانوا بانتظار السماح إليهم لالتقاط صورة من رجل الأعمال والوجهه المميزه للماركة الشهيرة . ضم "ملك"إليه بساعده ونظر إليها بعمق وعشق حقيقي غير مكترث بما خسر الأهم أنه ربح "ملك" في كل الصور كانت تبث أنها أعظم إنتصاراته لم يبعد عينه عنها ولم تفلت يده خصرها لقد التقط له صورا كثيرة لكن سعادته انها بجواره جعلته في منتهى السعاده لكنها المرة الأولى والأخيره التي سيعرضها لموقف كهذا فقط لأجل أن يعلن للعالم بأكملة أنها ملكته.......................يتبع #هي ـ ملكة ـ سنيوريتا ياسمينا احمد "الكاتبة" حصريا على صفحة بقلم سنيوريتا ياسمينا احمد اسمع ضرب نار فى الحلقة بسرعه

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

"الثانية عشر " "كـــــــــــشـــــف الــــــــــمــــــــــســــتـــــــور"

التاسعة من ملكة قلبة

الحادية عشر