الخامسه والعشرين

"الخامسة والعشرين " "شرارة الانتقام " عاهدوني أن لا تأخروا صلاتكم لأجل قراءة الحلقه عاهدوني أن لا تلهيكم عن ذكر الله. عاهدوني إن وجدوتم مني ما ينفر أو يحرك مشاعرك نحو شي فج أن تخبروني.. عادهدوني أن كما اجتمعنا بالدنيا نجتمع كلنا فى الجنه إن شاء الله ❤️ عين "يونس " كانت كالراصد على "حنان" وما إن رأها تنسحب من الآوساط ترك "ملك" التي تبكي وأمر "عزمي" بحراستها وإخراجها من الحفل كله، وهرع من خلفها "حنان " ناويا الأنتقام الانتقام الذى انتظره من سنوات سيحاسبها على كل شيء لقد اتى الوقت المناسب لتصفية الحساب. خطواته كانت تبث غضب وضيق لما تخطو عليه و بمجرد أن لمحته يتبعها حتى هرولت خوفا منه، ما إن وصل إليها حتى قبض على عنقها ودافعا بقوته للجدار، حاولت التنفس لكن قبضته منعت الهواء من المرور؛ سعلت بشده وخرج صوتها متقطع وهي تمسك بيده بكلتا يديها: -يونس حرام عليك انا عندي إبن حراااااام . لم يعجبه كلماتها وصاح بها من بين أسنانه: - انتِ اخر واحده تتكلمي عن الحرام والحلال . سعلت بقوة هي تشعر بأن نهايتها أوشكت، ثم تحدثت بصوت مبحوح: -انت عملت اللي انت عايزه عايز إيه تاني؟ هتف بغضب عارم ويده تأبى أن تفلتها: -عايز أخلص عذاب السنين منك، الوجع اللي لحد إنهاردة عاملي صداع ومش هيسكت إلا لما أنتقم اضاف بضيق أكبر : -مش مكفيكي اللي عملتيه و روحتي عزمتي فادي الحداد وقعديه في بيتي وانتى عارفه إن بيني وبينه مشاكل ؟! نفضت رأسها وقالت في سرعه لعل هذه الكذبه تشفع لها: -ما أعرفش ماأعرفش إن بينكم مشاكل . لم يصدقها فالكذبة تجر عشرة، وهتف بسخريه من استمرارها في الكذب دون هدف : -بتكدبي وانت مغمضه معجونه بالكدب. سارعت بالقول في اختناق: -مش انت اخدت ملك عايز إيه تاني ؟ هتف من بين أسنانه بسخريه: -هاخد حق ملك يوم ما خطفتيها ولا انتي مفكره اني نسيت، والحادثة بتاعتى، انا فوقتلك يا حنان وهندمك على كل حاجه عملتيها . سعلت بشدة وازرقت بشرتها الاختناق الآن زاد لقد هددها صراحتا، وتوعد بالانتقام وأصبحت الحياة لا معنى لها لو فيها شبح إسمه يـــونـــس . تركها فجأة فسقطت أرضا أشار إليها متأملا سقوطها وقال بشراسه: -اخر يوم ليكِ في بيت الدهبي بـــــرا بـــــيــــتــي، واهربى زي ما انت عايزه هلاقيكي ليا طار معاكي وبدأت في تنفيذه. استدار عنها ومشى بخطوات غاضبه نحو الخارج وبرغم عدم بقائه لكنه بدأ حملة التطهير . "جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد 👑 وقفت "ملك" وحيده بعدما جعلها تحت المجهر تماما كعصفور خانته جناحيه، لا تعرف اين ذهب ترك جوارها "عزمي"يناديها : -ست ملك اتفضلي معايا يونس بيه أمر أخدك على الفندق . التفت لتسأله بأعين شاردة: -وهو فين ؟ أجابها بابتسامة متكلفه: -هيحصل حضرتك على الفندق. نظرت باتجاه "كريم" وعروسه واشتعلت بالغضب اتجهت صوبهم بلا تردد لتؤلمه كما ألمها يوما مثل هذا، جرحها جعلها تتخبط تريد ان تصرخ بملئ حنجرتها ولكن لما الصراخ و"كريم" هنا، تبعها "عزمي" يناديها : -لو سمحتي لو سمحتي استني !! لم تقف إلا أمام "كريم" وعروسته وهتفت بضيق لم تكن تعرف كيف ستكمل حياتها به: -مبروك ان شاء الله ما يمدش ايدوا عليكي زي ما عمل قبل كده اسألي مجرب . نهض "كريم" وزعق بها في حده: -ملك احترمي نفسك . ردت بعصبيه وانفعال رغم دموعها المتساقطه، وهي تنظر بعينه : -انا محترمه غصب عنك . هتف بانفعال وهو يدفعها: -انت ما تربتيش اصلا انت واحدة جاية من ملجأ .. فجأة ظهر" يونس" من العدم وقف حائلا بينهم حضوره وهالته جعلت "كريم" يتقهقر نظر حوله بوجل سيهينه "يونس" امام الجميع غير معتبرا أن هذا ليلة عرسه؛ امسك بتلابيه ليعيده إليه وعينه تقدح شرار همهم "كريم" برعب منه وقال : -هي اللـ... زعق بشراسة غير مبال بكونه ولا ما يفعل وزمجر بشراسة لم يعهدها منه: -هي مين ؟!دي مراتي عارف يعني إيه مــرات يونس ؟! انت قاعد على كرسي ومعمولك فرح بفلوسها، البيت اللي هتقعد فيه بتاعها كل حاجه هنا بتاعتها . نظر إليه "كريم" بدهشة مما يسمع لأول مرة يكن معه منان إلى هذا الحد رد متفاجئ: - كلنا عارفين إن كل حاجه بتاعتك لكن عمرنا ما اتعودنا إنك تعاملنا كأنك بتمن علينا. لا يعرف من أين أتته الشجاعه ليرد عليه ولكن صدمته من الفعل؛ هي ما حلت عقدة لسانه، تصلب نظر "يونس" لم يعهد نفسه هو الآخر كذلك لم يكن يوجع عائلته ولا يذكرهم بأن كل النعيم يخصه. وقوفهم بوجه بعض المطول لفت أنظار الحضور، هرول كلا من "عمار" و"ليلى" باتجاهم ووقفت العروس "ساره" تحدق بهذا الرجل الغريب الذى سمعت عنه أساطير ولم يكتب لها رؤيته إلا في أسوء حالاته وفي ليلة غائمه كهذه . تدخلت "ليلى" بإندفاع واقفه إلى جوار إبنها : - في إيه يا يونس ؟ واقفين لبعض كده ليه؟! وإقترب "عمار" من "يونس" وسأل في قلق: -في إيه مالكم ؟ هتف "كريم" وطغى عليه الحزن والصدمة : -بيعايرني بيعايرني بالبيت وتكاليف الفرح . لازال يقبض على يد "ملك "ووضح عليه الضيق كانت تشعر بقبضته تنهار بشدة مما يحدث، لكنها كانت معجزه وقوفها حتى الآن بعد أن كشف الغطاء عن الحقيقه وعرها أمام الجميع حتى لم يسألها عن إذا كانت ترغب بها أم لا. تحدث "عمار"مستنكراً: -لزومه إيه الكلام دا ؟مالك يا يونس ؟! "ليلى " كانت الاكثر تحفزا للخناق وسرعان ما القت باللوم على "يونس" بانفعال: -يونس عايز يبوظ الفرح زب ما بوظه قبل كده عشان الست" ملك" يظهر اننا مكتوب علينا ما نفرحش بسبب حته عيله أكلت دماغه. "يونس " وضع يده على يدها اصابعه تخللت بأصابع "ملك "وكأنه لا يريدها أن تضيع تشبث بها لدرجة اثارت حفيظتها لم يكن طبيعي ليعرض في اليوم الواحد كم من القبضات ليدها، لقد شعرت بالامتلاك عندما ألبسها خاتم الزواج والحنان والامان عندما طمئنها بالسيارة وبالولع عند رقصهما، والآن بالغضب والانفعال وكأن يده تخبرها أنه لن يفلتها ابدا حتى وإن أرادت. اجاب الجميع بضيق وحده : -حاسبي على كلامك يا ليلى، اقسم بالله انا أقدر أخليكم كلكم تتوجهوا مع نفسكم، نفسكم الأمارة بالسوء اللي ما بتصونش معروف لحد . اتجه بصرة لأخيه وتحدث بغضب : - لزوم اللي قولته إن كلكم نكرتوا خيري، كلكم مش حاسين إني فنيت شبابي وعمري عشان تتهنوا وتجوزوا وتخلفوا وتعيشوا حياة كريمة، وانا وحدي اللي بدفع التمن ويوم ما إختارت حاجة واحدة تخصني ما حدش فكر فيا كلكم فكرتوا برضوا فى نفسكم، أقولكم انا هسحب البساط من تحت رجليكم؛ وروني بقى كلكم هتبقوا ازاي وروني المثالية اللي بتمثلوها قدامي وروني هتعملوا إيه ؟ انهي جملته ونادى إلى "عزمي" بعصبيه والذي لم يكن ببعيد: - عـــزمــي، الفيلا دي ما حدش بايت فيها أمي وبس والباقي برا من غير كمان هدومهم ما حدش ليه عــــــندي حــــــاجـــه . صعقت "ليلى" وسارة من قراره الغاشم ووقف "عمار" مدهوشا من حالة الجنون التي وصل إليها، لم يهمه تفرقهم ولم يهمه شيء سوى نفسه لو حتى ساعة واحدة يثأر فيها من كل المُر الذي ذاقه طيلة حياته . زعق "فريد"من خلفهم وإلى جواره إبنه : -ومين قالك اننا هنقعد هنا بعد اللي عملته انا سيبهالك يا يونس.. ابتسم "يونس"ساخراً من كلماته لم يجيب عندما برأ نفسه امامه لم يعترف بخطأه بل يقف بوجه ويكابر . تدخلت "فاطمة "بعدما استمعت إلى أوامر " يونس" التي كانت على العلن وأعلنت هي الأخرى رفضها للقرار: - لو حد خرج من ولادي يا يونس من البيت أنا مش هقعد فيه ثانيه واحده . الضغط الذي تعرض له رهيب لقد رأى منهم وجوه عده وكان أبشعها الجحود، نظر إليها وقال مشيراً إلى نفسه هو الذي ما كان يحتاج صفا أوجيشا يوما ما لكنه لحظة احتاج منهم دعم ولم يجده: -أنا هــنـت عــلـيـهـم . نظرت إليه "فاطمة" والدموع في عينيها لا تستطيع الأم التفرقة بين اولادها ولا تستطيع أبدا الانضمام إلى جانب أحد، صاحت بنفاذ صبر: -مش هروح مع حد ما تبقاش إبن منصور ما تعملش زيه ؟! توقف "يونس" عن الشعور رتب حلته السوداء وتحول إلى النقيض ضعفه الذي أظهره لا يسوى شيء إن خارت قوة أمة؛ أجفل قبل أن يتحدث كصوت انسحاب العاصفة: -اقعدوا براحتكم لكن كل واحد يشوف شغله لوحده . دار على عقبيه وجذب" ملك "من خلفه تتعثر من سرعة خطواته التي لا توازيها . انتهى الحفل المروع والملئ بالاحداث وخـــرج" يــونس "مـــنــه خــاســراً الـــجـــمـــيــع إلا "مـــــلك". "جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا 👑 هرعت "حنان" إلى الخارج لا تعرف أي مكان تذهب فيه تلتفت يمينا ويساراً لا تعرف ماذا ستفعل توقفت أمامها سياره سوداء ففزعت وركضت نحو القصر من جديد لكن يدا خفيه جذبتها للخلف واعادتها نحو السيارة وانطلقت بها على الفور . "أما عمار وليلى" وقفوا صامتين إستطاع" يونس" بكلمة سلب كل شيء منحهم إياه ولم يقيموا له وزنا ولولا تدخل" فاطمة" لكانوا فى ورطة كبيرة. "فى الفندق" وصلا الثنائي كلا منهم في وادي الإضاءة الدافئه للمكان جعلت المشهد أكثر كآبه، وقفت "ملك"امام المرآه تحسست عنقها بتعب وهي تنظر لانعكاس "يونس" الذي كان يتحرر من ملابسه بغضب ويدور بعصبية في المكان يدخن بشراهه ويقذف كل ما يواجهه يبدوا كمن يحرر ذئبا مقيد بداخله يزمجر ويزفر انفاسه المزدحمه بالدخان ربما البراكين المشتعلة بداخله تتنفس، لاول مره تشاهد انفعالا حقيقي منه كونها زوجته تكتشف اشياء لا يكتشفها الآخرين تشفق عليه لكنها أيضا غاضبة منه إنه خلع عنها ثوب الستر امام الجميع وأخبر الكل أنها إبنة غير مرغوبه بها من كلا الأبوين حتى وصل الأمر لمعايراتها من قبل "كريم" . شردت عنه لتأمل حالها إنها مهشمه من الداخل تشعر بالخراب، وكأن تنينا نفس نارا بكل جوانبها فأصبحت رمادا، يوم حافل رقص الجميع فوق جثتها بلا رحمه لم يستجيب "يونس" لنبرتها المتواسله لتكف "علياء" عن تعريتها لكنه أصر بشده على العرض وكأنها ليست بإنسانه لها مشاعر وقلب ودماء، شعرت بالضأله أمام كيان إسمه "يونس" إنها أضعف وأقل من أن تقف جواره فكيف تقف بوجهه. وعلى ذكره جدته خلفها تماما يضغط على عنقها بأطراف اصابعه، نظرت إليه بأسف رغم شعورها بالهون إلا أنها لن تسمح باستباحتها إلى حد عدم استشارته لها في الإفصاح عن هويتها الأصليه ولن تسمح بأن تكون كأي شيء يمتلكه ويتحكم به دون سؤاله، لاحظت كيف تحولت لمساته لأخرى ونظراته التي غلفها إشتهاء ربما هي الوحيدة القادرة على قتل كل الأفكار التي تتجول برأسه بعشوائية واطفاء النار المشتعلة في صدره، دفعت يده عنها وهتفت بجمود: -فكرت تاخد رأيي قبل ما تتكلم عن موضوع يخصني ولا أنا بالنسبالك كنبة مالهاش أي رأي ؟ رأت عينه الجامده تنظر إليها ثوان دون إجابة حتى ظنت أنه لن يجيب، لكنه نفخ بضيق وهدر بتأفف: -مش ناقص نكد تقدري تطلعيني من اللي أنا فيه ولا تسبيني باللي انا فيه ؟! التفت من جواره وابتعدت عنه لتسأل بتأثر : -فين هدومي؟ أجابها وهو ينظر إليها بلا مبالاه : -مافــيش هدوم. عادت إليه ونظراتها ضيقة وسألته ويدها في جانبيها : -مين كده اللي بينكد؟ إمتدت يده إليها وحطت حول خصرها ليجذبه نحوه بكل قوته ارتطمت به فلكمت صدره بعصبية وهي تأمره في حده: -سيبني يا يونس سيبني . اجابها وهو يتشبث بها أكثر : -وإن ما سيبتش ؟ صرت على أسنانها وهي مستمرة في دفعه بعصبيه وردت: -هصرخ والم الفندق عليك. نبث فمه بابتسامة ساخره ثم قال مستعرضا قوته وهو يرفع أحد حاجبيه: - انا صاحب الفندق انتِ متخيله إن ممكن حد يقرب من باب جناح صاحب الفندق عشان مراته بتصرخ ؟ ركلته بركبتها من اسفله، غدرت به فجأة وقالت بضيق: -هيجوا عشان المدير بيصرخ. مال للأمام متأوها دون أن يتركها، ثم أجفل ليستعيد نفسه وعاد يستقيم ليدفعها للخلف ويندفع من ورائها خطواته الهادئة أربكتها ونظرته الحادة زادت من رعبها سألته بقلق وهي تتقهقر : -إيه في إيه؟ لم يجيبها واستمر بدفعها للخلف انتهى بها المطاف والجدار من ورائها ليس هناك مهرب وقفت كالفأر الملتصق بالجدار، فارق الطول بينهم جعلها ترفع عنقها للنهاية حتى ترى وجهه الذي تخشاه، ضائلتها جعلتها تضيع بين منكبيه العريضين، إرتجف وهو يحدق بها في إنزعاج وحنق. اخيرا تحدث بلهجة محتقنه وهو يعاينها بكلاتا عيناها الغامضتين: -أوعك تمدى إيدك عليا تاني عشان ساعتها هكون مُطر أخد حق الضربة عشرة !! ارتعبت من حديثه وإذرئت ريقها، أحيانا تعتقد انها لا تعرفه كالآن وهذا يصحي معه شعور الخذلان والألم والشك فى مزاجيته والتي من الممكن أن تجعلها بلحظه خارج أحضانه، سألته بنبرة ممتلئه بالألم : -هتعمل إيه فيا أكتر من اللي عملته، بعد ما كنت لعبة الكل بقيت لعـــبــتــك لــوحـــدك . لكم الجدار من خلفها بقبضته كلما تقدمت علاقتهم تعيدهم لنقطة الصفر وهتف من بين اسنانه: -ااه يا ملك اااه . لم تهتم بلكمته وصاحت في عنفوان : -انا مش خايفه يا يونس، مش خايفه من حاجه ما فيش حاجه هتحصلي أسوء من اللي حصل . اتسعت عيناه من تخيلها انه ممكن أن يأذيها، وصاح بعصبية لم تعهدها منه فوحدها هي من تستفزه لدرجة انه ينسى التحكم بمشاعره: -إنت عايزه تجننيني؛ انا لسه خسران عيلة كاملة عشانك . ردت بعصبية ودون تفكير: -عشان حطتني كبش فداء ليهم من الأول، عشان عيلتك ما تتفككش قبلت إني أعيش كدبة مش بتاعتي . نفض رأسه بيأس وهتف وهو يكاد يصعقها بالجدار: -عشان انا ما كنتش عارف إني ممكن أحــبـك . سكت الأجواء بينهم قليلا لكن انفاسهم المضطربة كانت هي العاصفة التى لم تهدا بعد سألته بحزن دفين وهي تنظر لعيناه : - وعرتني النهارده قدام الكل عشان برضوا بتحبني؟ تحدث وملامحه محتقنه: -على فكرة أنا مظلوم زيك، سنين وأنا بعاني سنين وأنا بموت وأنا شايفك على بعد خطوة، وبيني وبينك مسافات أنا اللي كل عيني شافته جبته، أنا اللي كل حاجه بإشارة من طرف صباعي تكون تحت أمري، أنا اللى بكل قوته وسلطته مش قادر يطفي نار الغيرة اللي كلته وهو بيبص عليكي وكله مسموحله يحضنك إلا أنا، سنين مرت الكل كان بيفكرني نايم وأنا مقـــتول . وزع نظراته بين عينيها المتصلبه عليه وتحدث بنبرة متعبه شبيه للجنون: -عارفه إني كنت بفكر فى الانتحار ؟! عارفه إني فى يوم من الأيام كنت واقف على باب أوضتك وبفكر أدخل أخطفك ؟! عارفه انا اتعذبت قد إيه وأنا خايف اقول الحقيقة وعيلتى كلها تتفرق بعد ما جمعتهم من كل زاويه !! وخايف عليكي وانتي مع حنان وخايف أقولك نفسيتك تتعب، وسنين سنين وأنا بتكوي بكلمة" عمي" في اللحظة اللي كنت أتمنى تقولي فيها حبيبي ؟! الموضوع ما كانش سهل زي ما إنتي فاكرة أديكي شفتي بعينك لما قولت الحقيقة كام واحد أنكر . ردت عليه بانهيار كما توقع حالتها النفسية لن تتحسن بكلمة أحبك بل بما هو أعظم الأمان الذى فقدته : -ما كنتش تقول لحد حقيقتي ما تحكيش لحد إن في يوم من الأيام إترميت مرتين مرة من أمي الحقيقة، ومرة من أمي المزيفه . أمسك بمنكبيها وهدر : -انا فب المرتين كنت معاكِ؛ اول مرة كانت شفقة وعطف، وتاني مرة كانت عشق انتِ جيتي الدنيا عشاني وقلبي إتخلق عشان يحبك . تملقت من قبضته وقد زادها إعترافه حنق : - لعبة جديده المفروض أصدقها وبعدين اصحى الاقي كل ده سراب، بالله عايزني أصدقك ازاي انت كدبت عليا عشرين سنه انتوا قتلتوني بالحيا. ابتعد عنها ليسحب خصلاته بغضب ثم التف إليها من جديد وعندما شكت أنه سوف يهاجمها هاجمت هي بكل ما فيها دفعته بكل ما فيها من طاقة رغم أنها كانت تبدوا كذبابة تعاند ثور، سريعا كانت مكبلة بين يدية يطوي ذراعيها على صدرها ويضم ظهرها إلى حضنه، فبكت بنهيار لقد عاشت ألم كبير من وقت ما اصبحت مراهقه لقد أخذته بطل لكل حكاياتها وعنفت نفسها لأنها تحب عمها تعشقه وتحفظ كل تفاصيله عن ظهر قلب أحيانا كانت تتخيله زوجها وتنهض لتصفع وجنتها وتنهر نفسها أنها تفكر بهذه الطريقة دون أن تفهم أن مشاعرها تمشي في طريق سليم تلقي بكل آلمها الفترة السابقة على عاتقه هو من تركها تكره نفسها في سبيل حبه وهو يعلم أن هذه الحقيقة ولكنه كان يبتعد أكثر ويتركها تنغمس في جلد ذاتها . صاحت ونبرتها قد مزقها الألم: -قولتك كفاية ما سمعتنيش إستفدت إيه لما عرفوا أن أمي وابويا باعوني، واستفدت إنت إيه لما صدقوك انتوا كلكم وجعتوني أمي اللي سابتني وأنا لسه ما فتحتش، والتانيه قررت تقتلني وانت بكل بساطة حكيت حكايتي من غير ما تسألني أنا عايزة اقول ولا أنقذ بواقي كرامتي اللي عيلة الدهبي بعترتها. إستند على كتفها بطرف ذقنه وهو يتشبث بكلتا يديها، الحب صنع منهم تمثال متصدع لم يكن بيدهم شيء كل شخص كان يعشق الآخر وحده ويجلد ذاته بنفسه ويستمر بالكتمان لأجل الآخر، إنما الأعجب يحطمهم الحب ويرممهم الحب . استمرت بالبكاء ورددت بحزن وحسرة : - بكرهك يا يونس بكرهك . تقبل هذه الكلمة دون أي مشاعر ضم فاه وهدهدها كطفل صغير: -هوش هوش بس ما تعيطيش إكرهيني وما تعيطيش الكره عندي أرحم من إني أشوف دموعك . لا تعرف كيف انسحبت دموعها وسكتت تماما، جذبها للخلف وهو متمسكا بها ثم أرغمها على الجلوس عندما جلس على الفراش، بللت شفاها بتوتر عندما أصبحت جالسه على قدمه ويده تحاول إدارتها إليه برفق شديد جعلها تنظر إليه؛ ومن ثم نقلها لتتمدد على الفراش وضع يده اسفلها وضمها إليه لتضع رأسها على صدره ويدها تحاوطها بتشبث قوي وكأن حياته تعتمد على هذه الضمة، تحدث بنبرة تمتلئ بالنعاس: -إدينى فرصة أعــــيـــشـــك فـــيــهــا . سكنت انفاسة وأغمض عينيه وانساق إلى النوم بتعب خسر اليوم كثيرا لكن لازالت معه "ملك". استمعت إلى رتابت نبضة وهي مندهشه لجملته التي قالها بعمق "أعــيــشــك" وكأنها هي الحياة الأخرى التي يتمناها . "جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد " "القصر" الليلة في القصر كانت في منتهى الصعوبة لم تجف دموع "فاطمه" على فرقة اولادها تعطي لكلا منهم أسبابه، ولا تصطف لجانب أحد غير أن ثقتها في رجاحة عقل "يونس"تجعلها تميل إلى قراره منتهى الميل . دخل إليها" عمار" بعدما ودع المعازيم الذين رحلو اليوم بكم من الدهشة والنميمه التي ستستمر لشهور واغلق البوابه عليهم وعلى مشاكلهم، وتحدث بعصبية : -إيه يا امي اللي ابنك عمله ده جرى إيه في الدنيا، هو مافيش غير ملك ولا هو عــند فينا وخلاص ؟ اجابته" فاطمه" وهي تضع يد فوق الأخري باقتضاب: - بــيــحبها . استمعت" ليلى "التي تبعته و هتفت بغضب من" يونس" الذي دمر ليلة والدها: -يعني يرضيكي يا حاجه ؟ لازالت تجلس بسكون وهي تضع وجهها بالاسفل ومستمرة بالاجابة المقتضبه والمحيره: -مافيش حاجه راضياني . تعجب "عمار "من هدوءها بعد هذه الكارثة وصاح بجنون: -انا مش فاهم انت معانا ولا مع يونس ؟ وعندما شعرت أن الكل سوف يظلم "يونس "خرجت من حالتها اليائسه وإندفعت بكلا من "ليلى وعمار" وصرخت بهم في حده: -يونس ده انسان زيه زيكم عمل إيه؟ أجرم عشان حب ؟ قولولي مين فيكم ما عملش اللي عايزه انت واتجوزت ليلى بنت عمك رغم إن كان بينا وبين عيلة الدهبي مصانع الحداد، ومع ذلك ماحدش اعترض وفريد مسك في حنان سنين و برغم كل اللي عملته كملت وسطينا قولي انت مين اشتغل قد "يونس" ؟ مين اللي عيشنا في قصور بعد اللي عمله أبوك فينا مين اللي كفانا؟ إنت إشتغلت قده؟ أخوك الكبير إشتغل قده؟ اضافت وكأنها ضغطت على جرحا يمتلئ بالقيح والصديد: -اتغرب تعب لوحده وخف لوحده، ونام جعان ونام بردان شاف المر ألوان عشان يعملنا كلنا؛ هو خد إيه لا عيلة ولا زوجه، بطولة ،كلكم بتشاوره وهو يجيب لا عمره وقف في حاجه ولا رفض لحد طلب ويوم ما قال يا جواز عايزين نتحشروا ونقوله بلاش دي إذا كان هو استحمل كل السنين دي وسكت عشان خاطر اخوك، وخاطرنا يوم ما ياخد قرار لنفسه كلنا عايزين نحاسبه ؟! اخيرا انتهت لكن "ليلى" لم تقتنع بكل هذا ،هتفت بضيق من اصطفافها في صف "يونس": -ومن غير اخواته مين كان هيمسكله الشغل هنا ؟ انتي بتخسفي حق عيالك الباقين عشان خاطر تحامي ليونس. جاوبتها "فاطمه" بحدة وهدرت : - ومين اللي قالك إنه ناقص شغل هنا وإيه يخليه يعمل شغل هنا وهو اصلا عنده شغل هناك ؟ وإيه يخليه يشتري قصر هنا وهو ما بيباتش فيه غير ايام وساعات ايام؟! اتقي الله وقولي كلمة تقعدلك في ولادك "يونس" عمل شغل عشان اخواته يشتغلوا ويترحموا من شغل اليوميات اللي ما كانش بيجيب عشاء يوم . استدارت "ليلى" لتنهي الحوار قائلة: -ماشي يا حاجه ربنا يخليلك يونس وياخدنا كلنا عشان ترتاحي ونرتاح . زعقت "فاطمة" وعينها تغزوها الدموع: -بعد الشر عليكم كلكم ،انتم مش حاسين بالنار اللي انا فيها شوفوا انا فين وولادى فين اللهم لا اعتراض. لم يريد "عمار" الضغط عليها أكثر من هذا تنهد بتعب وخنع برأسه في حيرة وحزن. "جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا 👑 في طريق خالي تمشي "فريد" مع إبنه ترك كل شيء من ورائه ملابسه وسيارته وكل ما يملك يسير بلا هدف ثائرا لكرمته، باحثا عن حياة جديدة بعيداً عن "يونس" ليحاول ينسى بها الماضي الذي عاشه مخدوع، سأله مازن متحسرا: -هو إحنا مش هنرجع هناك تاني ؟ دفع أنفاسه الراسخه فوق رئتيه تمهل ليرتب له إجابة فهو إلى هذه اللحظة لا يعرف إلى أين يذهب، ثم أجابة بهدوء: -لأ خالص هنسي الماضي ونبدا من جديد حياة مافيهاش يونس ولا حنان ولا ملك. كانت الصدمة كبيرة على استيعاب "مازن" في غمضة عين طرد من الجنه ورد خائبا : -أنا مش عارف إيه ذنبي في البهدلة دي ؟ انا طول عمري ما بحبش ملك، وعمري ماحسيت انها أختي دايما ليها الأولوية وكل طلبتها أوامر ودلوقتي كرهتها اكتر لانها خدت كل حاجه ولما ظهرت الحقيقة حرمتني من كل حاجه. ربت والده على كتفه ومال ليطمئنه وكأنه طفل صغير : -مش هتحرم حاجه انا هشتغل وهيبقى معايا فلوس كتير . اتسعت أحلامه وكذلك عينه وهو يضيف: -اكتر من عمك يونس وهيبقى لينا قصر لوحدينا انا وانت وساعتها بقى هثبت للكل إن يونس من غيري ولا حاجه. استمع إلى خطوات تأتي من خلفه خطوات رتيبه تبدو مألوفه له او إستمعها من قبل فإلتف ليرى من القادم إليهم وإتسعت عيناها . رجل كبير لا يبدو عليه علامات الكبر طويل القامه وعيناه تلمعان يرتدتي قبعه وجاكت طويل يدس يده في جيبه أومأ برأسه وهتف : -مــطــرود مـــن جـــنــة يــونـــس ... إكتفي" فريد "بالهتاف بإسمه في صدمة: - أبويا منصور الدهبي ؟ إبتسم ابتسامة ماكره وأجابه في ثقه: - إنت شايف إيه؟ لمعت عين "فريد" بالدموع في ليلة كهذه يحتاج مواساه يحتاج يدا تربت على كتفه وحضنا يحتويه سأله بنبرة حزن: -كنت فين يا أبويا ؟ أجابة "منصور"بابتسامة : -أنا دايما موجود لكن عمركم ما شوفتوني ؟! .........................................................................يتبع هى ملكة_سنيوريتا ياسمينا أحمد"الكاتبة " "جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا 👑

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

"الثانية عشر " "كـــــــــــشـــــف الــــــــــمــــــــــســــتـــــــور"

التاسعة من ملكة قلبة

الحادية عشر